لمصلحة من ..
بقلم د. خالد الخلفات
لمصلحة من ..التآمر على الوطن …وكل وزير شريف يعمل بأمانة وإخلاص للدفاع عن المنجزات والحفاظ عليها وحمايتها من العبثيين …لمصلحة من يمنع وزير من تنفيذ خطته وهو يريد العودة بنا من جديد إلى الطريق الذي حدنا عنه في مسار التعليم ؟ من الذي يسعى إلى تدمير إنجازات الوطن ورجالات الوطن ..في كل المجالات ؟
لماذا يحارب كل من يسعى إلى التطوير والحفاظ على هيبة التعليم وإعادته إلى ما كان عليه؟ وقد تأثرت أخيرا بفعل العبث التربوي والتعليمي وأسهم فيه مع أسفي الشديد فئة قليلة من داخل وزارة التربية والتعليم ومن خارجها، وأسهم فيه وشارك في صنعه عن قصد وتخطيط وزراء سابقون.. كان همّهم (البزنس) وإدارة أموالهم وتنميتها.. وأسسوا مع شركاء وهميين شركات تستثمر في التعليم ونهبوا الملايين.. وأخذ التطوير والمناهج الفتات من المال..
وليتنا كسبنا شيئا يعود بالنفع على أبنائنا ومعلمينا وكافة كوادر التعليم.. خططٌ وُضِعَت ونُفِّذت جزئيا، فكانت عرجاء تمشي على قدم واحدة.. ولم يتحقق أي شيء في مسار التعليم.. واﻵن يأتي وزير جديد؛ ليعيد التعليم إلى مساره الصحيح فيُهاجم ويُحارب.. يريدونه أن يُبْقي الغشَّ؛ لينفذَ لهم سياسة التجهيل العليا التي يقودها مجهولون كبار.. هم أدوات لإذابة شخصيات أبنائنا ليكونوا بلا أدمغة يريدوننا غارقين في بحر الجهل.
يريدون أن يخطفوا منا سمعتنا التعليمية في التعليم العام والتعليم العالي ..التي تجاوزت الوطن، وقدمت إنجازات للدول العربية المحيطة، وخاصة دول الخليج العربي، وقد تشرفت بأنني مثَّلْتُ بلدي في دولتين خليجيتين.. وكنا نتلقى الدعم والاحترام والتقدير لما نملك من علم ومعرفة وخبرة وسلوك.. للأسف أصاب تعليمنا في السنوات اﻷخيرة شيءٌ من التراجع.. وكان علينا أن ننتشله ممن أراد أن يسلبه منا..
أنا أعرف معالي د. محمد الذنيبات، عندما كان مدرسا في كلية التجارة في الجامعة الأردنية، وكان مثالا للمدرس الجاد والملتزم والحازم والوطني الغيور المخلص لكل ذرة من تراب هذا الوطن.. ونجح في كل المواقع التي تسلم قيادتها.. وحين وصل إلى هرم التعليم بدأ ينجز، ويقدم الكثير، الذي اعترف به القاصي والداني الكبير والصغير المثقف واﻹنسان البسيط ..فكبح جماح الغش.. وأوراق اﻹجابات الجاهزة التي كانت تصل لطالب أبله، لا يحسن الكتابة ولا القراءة.. هذا الطالب يقرر أن يحصل على المعدل الذي يريد؛ ليدرس التخصص الذي يريد، وكل شيء بثمن.. يدفعه لفئة قليلة باعت ضمائرها من أجل المادة والمكسب السريع …ولي تجربة كبيرة مع نواتج هذه المدخلات من خلال عملي في الجامعة، وقد صار هؤلاء مدخلات رائدة ومتميزة في صناعة العنف في الجامعات.. وما شاء الله صاروا فنانين في الغش، والحصول على العلامة التي يريدون في ظل غياب الضمائر أيضا..
من واجب كل المحبين للوطن والغيورين عليه، والمحبين له أن يقفوا مع معاليه، وان يقفوا في وجه من يقف ضده.. من مؤسسات وأفراد وقطاع خاص نعرف أهدافهم الظاهرة، ونعرف غاياتهم الخفية، ومن يقف خلفهم ويساندهم في تدمير التعليم والعودة به إلى الخلف، حيث سياسة التجهيل وتضييع اﻷجيال.
على الدولة أن تضع جل عنايتها في التعليم، حتى لو كان ذلك على حساب المشاريع اﻷخرى في المجالات الأخرى؛ لأننا حين نصنع إنسانا نصنع كل شيء، ونبني وطنا، ونبني عقلا مبدعا خلاقا، يقوم على جدر صلبة، ولن تتهاوى في يوم ما.
اتقوا الله في هذا الوطن، اتقوا الله فيمن يعمل من أجل الوطن ، لننظر إلى الجزء المليء من الكأس؛ لنعزز الإيجابيات، ثم بعد ذلك نحاسب المجتهد إن أخطأ، دعوا معالي الوزير ينفذ خطته التي رسمها، ونجحت في الثانوية العامة وأعاد هيبة التعليم إلى ما كانت عليه من وجهة نظري، أما ما جرى في امتحانات السادس والتاسع من ظهور للأوراق، فمن المسؤول عن ظهورها وكشفها؟ هل هو الوزير؟ أم فئة قليلة من جسم الوزارة في المركز والميدان؟ وفئة قليلة من أصحاب المدارس الخاصة وأصحاب منافع ومكاسب وتجار، والهدف ليس الامتحان، فمن السهل أن يلغى ولا يترتب عليه أي ضرر على الطلبة ويستبدل بآخر، والوزارة ستضع حلولا.
من قام بذلك هم من ذكرتهم في بداية مقالتي.. من هم مصرون على وضع العصي في دولاب تطوير التعليم وإعادة الهيبة له…
كان من الأولى أن تقف نقابة المعلمين مع الوزير في هذا الهدف من أجل تحقيقه لكن للأسف ما يحدث هو العكس. لأن من مصلحة التعليم في الأردن أن تكون النقابة مكملة للوزارة يلتقيان من أجل مصلحة الوطن لا المناكفات.