الإستقلال بوصلة طمأنة لسفينة وطن عبرت بخير
وكالة الناس – في سياق احتفالات المملكة بعيد الاستقلال، وفي الوقت الذي يمر فيه الوطن العربي بأحلك الظروف واصعب المراحل، فإننا نسنتذكر النعمة العظيمة التي حبانا بها الله تعالى، نعمة الامن والاستقرار والسكينة، التي بات يفتقر اليها الكثير من الاشقاء العرب الذين تكالبت عليهم المحن وتعاظمت بحقهم المصائب والكوارث، ما يجعلنا نحن في الاردن نشرع في استقبال القبلة ساجدين لله سجود شكر على ما نحن عليه من طمأنينة وهدوء وسكينة طالما حسدنا عليها الآخرون.
مناسبة الاستقلال يجب ان تشكل لنا فرصة، لمراجعة ضمائرنا ومخاطبة أنفسنا بصوت العقل والمنطق، معترفين بما تحقق في هذا الوطن من انجازات ملموسة، سجل السبق فيها جلالة الملك عبدالله الثاني، حينما وقف على كل صغيرة وكبيرة في هذا الوطن ووضعها محل اهتمامه باحثا عما يريح المواطن ويديم صفوه حتى لو كان في ذلك خسارة آنية… لكنه في مقياس الوطن ربح سيجل للاردنيين في نهاية المطاف.
رسالة الاستقلال اليوم…. تأتي بأكثر من توجيه وفي كل النواحي والاتجاهات، وبأكثر من إشارة وما تعنيه من دلالات، وفي مقدمتها.. أن هذا الوطن يمثل السفينة السائرة في اعماق البحار، فإن تعاضد ربانها وركابها على الخير والمحبة كانت لهم السعادة والنجاة.
فالكل منا اليوم له مسؤولية بحجم مركزه وموقعه ووظيفته، مسؤولية تجعل من ادائها بوفاء واخلاص طوق نجاة لهذا الوطن وابنائه، لأن يعبر من أزمته ومحنته الى حيث بر الأمان ومرسى الاطمئنان.
كم جميل اليوم، ونحن نتفيأ ظلال الاستقلال ان نبرح ابناء الوطن يتنادون طوعا، ويسارعون رغبة في التعبير عن حبهم لوطنهم وقائدهم بأن ملأوا الازقة والحارات مزينين مركباتهم بالورود والاعلام، يفاخرون الدنيا بهذا العيد الذي كلما حل وأتى ذكرهم بما هم فيه من فضل الله عليهم ورحمته، أنهم طالما يلهون ويتسامرون وغيرهم بات يعيش وبكل ألم، بين برك الدم وعلى صوت البراميل المتفجرة ليل نهار.
كل هذا يدعونا لأن نتشبث بهذا الوطن وقيادته، وان نقف خلف اجهزته الامنيةوالعسكرية صفا واحدا اخوانا متحابين ومتآخين، لنفوّت الفرصة على كل من تسوّل له نفسه بالعبث في هذا الوطن وامنه لاسمح الله.
وفي هذا الخضم…ومن وحي المناسبة العزيزة- مناسبة الاستقلال- فقد آن الأوان أن نجعل لشبابنا مساحة مرضية في التشغيل والتوظيف والرعاية الكريمة، وان يكون الاستقلال فرصة بأن ننظر الى ابنا ء الوطن، -كل الوطن- بعين الأبّوة والأخوّة الملأى بالحب والعطف والحنان، وان تسود النوايا الحسنة في كل بيت ومؤسسة، وفي كل مكون وعشيرة، لتشكل تلك الحميمية بين ابناء الشعب الواحد سدا منيعا وحصنا حصينا يعزز منعة الوطن في وجه كل معتد وأثيم، وحتى نفوت الفرصة على اصحاب النفوس المريضة.
حمى الله الاردن وطنا وشعبا وملكا، وادام عليه الامن والامان، في ظل القيادة الهاشيمة الحكيمة.