دور التعليم الإلكتروني في البيئة التعليمية
يعد التعليم الإلكتروني نوعاً من أنواع التعليم الحديث، والذي يدعم العملية التعليمية، ويحولها من أسلوب التلقين الروتيني المتبع، إلى التفاعل والتواصل بين المعلم والطالب بطريقة أكثر بساطة، وصار للتعليم الإلكتروني دورٌ مهمٌ في المدارس والجامعات، لما يشكله من جزء من التعليم التفاعلي فيهما، والذي يهدف إلى التفاعل بين المعلم والمتعلم، وتبادل المعلومات، والأفكار، والنقاشات، والعمل على تطور التعليم بشكل أسرع وأكبر، ومع كل النهوض الناشئ والمرتبط بهذا النوع من التعليم، إلا أنه يصطدم بعوائق تظهر أمام مسيرته وتطبيقه بكفاءة في بعض المنشآت التعليمية، مما يحجم من إنتشار التعليم الإلكتروني كوسيلة تعليم حديثة وفعالة فيها.
تحقق البيئة التعليمية نجاحاً كبيراً بوجود التعليم الإلكتروني ضمنها، والذي ساعد في تنمية ونهوض التعليم فيها، ولكن وجدت مجموعة من العوامل التي أعاقت تطبيق هذا الأسلوب التعليمي الحديث بشكل جزئي أو كلي، وابدأها من العوامل المدرسية، فنجد في بعض المدارس غياب حصص التطبيق العملي للمهارات الحاسوبية ضمن مادة الحاسوب أو المواد التي تحتوي على تطبيقات حاسوبية، وفي حال وجود مختبر للحاسوب في تلك المدارس، نجد أن أعداد أجهزة الحاسوب المتوافرة فيه لا تتناسب مع أعداد الطلاب، مما يسبب بوجود ارباك أثناء وجود الطلاب في المختبر، ليتشارك طالبان أو ثلاثة جاهز الحاسوب الواحد، فلا يتم استخدام هذه الأجهزة بطريقة سليمة من قبل الطلاب، فبسبب تكاسل بعض معلمي الحاسوب بأخذ الطلاب إلى المختبرات، معللين ذلك بكثرة الإزعاج الصادر من قبل الطلاب، يؤدي ذلك إلى تحويل هذه المختبرات إلى غرفة معلمين جديدة، يحولها مشرف المختبر إلى مقهى للتدخين، وإحتساء القهوة، ولعب الشدة إلكترونياً على الحواسيب من قبل المعلمين، ويدور في ذهني سؤال هنا: أليس من واجب المعلم أن يستخدم التعليم الإلكتروني كوسيلة تعليم مساعدة؟.
ونجد أن مختبرات الحاسوب منتشرة في كل الجامعات، ولكن توجد أمور، يجب تسليط الضوء عليها، في بيئة عمل هذه المختبرات المرتبطة بمراكز التعليم الإلكتروني فيها، بداية من عدم كفاءة بعض العاملين، فنجدهم يقومون بالتأفف إذا طلب منهم طالبٌ شيء ما، وقد أخبرني أحد الطلاب عن موقف حصل معه عندما كان يتقدم لإمتحان إلكتروني، فقد سأل أحد الموظفين هناك عن عطل في الآلة الحاسبة الموجودة في الحاسوب، ليجيبه الموظف: ( جاوب أي شيء فأنت راسب، راسب )، أهكذا يكون أسلوب موظف متعلم في التعامل مع الطلاب؟!، وأيضاً قال موظف آخر بطريقة مستفزة لجميع الطلاب: ( احنا مش مستعدين نتحملكم من الصبح، حتى ما معنا وقت ندخن )، فهل هذه تصرفات سليمة تصدر من قبل هؤلاء الموظفين؟، ألم يكن حريٌ بهم التعاون مع الطلاب بدلاً من إحباطهم؟، للأسف هذه التصرفات ليست فردية، بل هي ثقافة منتشرة عند هؤلاء الموظفين، الغير أكفاء بصراحة تامة.
تعتبر الأمور سابقة الذكر، مؤثرة على التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات، وتعيق تطبيقه بأفضل طرق ممكنة، وخصوصاً عند عدم جودة وكفاءة أجهزة الحاسوب المستخدمة في مختبرات الحاسوب، والتي تكون قديمة الصنع، وغير مؤهلة للإستخدام، ولعل هذا الشيء موجود في مجموعة من المدارس والجامعات، لذلك من الممكن تطبيق الحلول المقترحة التالية: بداية من القيام بتدريس المواد المدرسية التي تحتوي على جانب تطبيقي عملي بإستخدام أجهزة الحاسوب، وذلك يساهم في تنمية قدرات الطلاب على التأقلم مع التعليم الإلكتروني، وتعريفهم على فوائده، وأيضاً يجب أن يتم زيادة أعداد أجهزة الحاسوب المستخدمة، لتتناسب مع أعداد الطلاب، حتى يتم معالجة الاكتظاظ الواقع في المختبرات المدرسية، ومن الضروري أن يتم تعيين موظفين أكفاء مدربين ومؤهلين في مراكز التعليم الإلكتروني في الجامعات، وقادرين على التعامل مع الطلاب بطريقة إيجابية وجيدة، وأيضاً من المهم العمل على تفعيل المحاضرات المشروحة إلكترونياً، فعندما يتم إستخدام وسائل التعليم الإلكتروني كجهاز العرض، والحاسوب المحمول، يساعد ذلك في زيادة تفاعل الطلاب مع المحاضرة، من خلال تحويل دور الطالب من متلقي إلى محاضر، يشارك في شرح المحاضرة، والتحضير لها، مما يساهم في نشر التعليم الإلكتروني التفاعلي بكفاءة.
إن التعليم الإلكتروني، أسلوب مهمٌ من أساليب التعليم، الذي يساهم في إيصال المعلومة للمتعلم، بالإعتماد على العديد من التقنيات الحديثة، ويوظفها توظيفاً صحيحاً في خدمة التعليم، مدرسياً وجامعياً، مما يزيد من التواصل بين الطلبة ومدرسيهم، ويسهل الحوار والمشاركة بينهم حتى في خارج أوقات الدوام الرسمي، ويوفر أدوات تساعد على عقد الدورات، ومناقشة المشروعات، ووضع الإمتحانات والحصول على النتائج بطرق سهلة وسريعة، ويساعد الأشخاص على التعلم وخصوصاً الذين لا يمتلكون الوقت الكافي على الإلتزام بأوقات التعليم المحددة كالموظفين، وذوي الاحتياجات الخاصة، لذلك يشجع التعليم الإلكتروني على التعليم التفاعلي والتعاوني، والعمل الجماعي، وعلى تحقيق جميع أهداف التعليم، للنهوض في البيئة التعليمية.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com