في الصباح: فنجان معرفه أم وليمة قينات؟؟؟
بقلم د. ماجد مغامس
الساعات الاولى لاستيقاظ الانسان من نومه غالباً ما تلعب دورأ فارقا في يومه, من هنا تأتي اهميه ما يفعله ويراه ويقوله ويسمعه الانسان في هذه الساعات. ولكوننا في عالم اصبح لوسائل الاعلام فيه اثر كبير على الصعيد الشخصي والمجتمعي فغالبا ما يبدأ الانسان نهاره بمتابعة وسائل الاعلام, واخص هنا بالذكر المرئي والمسموع منها ( التلفاز والمذياع).
من خلال متابعتي لما تقدمه هاتان الوسيلتان الاعلاميتان في ساعات الصباح الاولى ( تحديدا من قبل الفجر الى ما بعد شروق الشمس بقليل) وجدت انها تنقسم الى قسمين: القسم الاول يقدم ما هو مفيد للعقل ومريح للنفس في الصباح اما من خلال ايات من القرآن الكريم او الحديث النبوي الشريف او المعلومه الدينيه والثقافيه الغنيه, اما القسم الثاني فلا يرى انسب لعقل الانسان وروحه من بعض الاغنيات الصباحيه التي تسمى فيروزيات.
انا لست ضد الغناء ولست من المتشددين دينيا كما انني لست ضد المغنيه المذكورة, ولكن( ومع كل احترامي لمن يخالفني الرأي) لا ارى ان الانسان في هذا الوقت من النهار ( من الخامسه الى ما بعد السابعه صباحا) يكون مستعدا عقليا ونفسيا لسماع المعازف والاصوات الصادحه بما فيها الصوت الغنائي الذي نعته البعض بالملائكي. باختصار… ان ما تقدمه هذه القنوات والاذاعات هو مجرد تسويق لسلعه رأى بعض المتابعين انه من ” البريستيج” ان يبتاعها في الصباح من باب ” انا بحب اسمع فيروز الصبح” وهي الجمله التي توارثت عن اجيال واصبحت لدى البعض كتقليد بدون معرفة ضررها شأنها كشأن الكثير من الموروثات التقليديه.
انا اعلنها بصراحه: ” انا ما بحب اسمع فيروز الصبح.” احب ان اسمع المعلومه المفيده والفكره الثريه التي تفيد العقل والروح. من هنا أرى هذا الخطاب الصباحي الجميل باشكاله المختلفه ( خطاب ديني او معرفي عام) كفنجان قهوة الصباح, وارى حضور من سميت ب ” معجزة العرب” في هذه الساعات من الصباح كوليمة دسمه يتم اجبارنا على تناولها في لحظات الاستيقاظ الاولى وتسبب عسرا في الهضم. فحتى من لا يرغب بفنجان قهوة الصباح لا يرضى ابدا ان يربك جهازه الهضمي بدسم الدهون بمجرد الاستيقاظ.
في النهايه اؤكد احترامي لميول من يحب المغنيه المذكوره فانا لست ضدها ولا اقلل من شأن محبيها. كما انني أوكد ان موقفي ضد هذه الاغنيات يتعلق بالاوقات المذكوره اعلاه وليس بشكل عام.
هذه دعوه لان نجعل المعرفه ضالتنا ونقتنصها في كل وقت, ودعوة للبعد عن التقليد الذي يضر ولا يفيد.