لا اهلا ولا سهلا بزيارة أوباما
لا اهلا ولا سهلا بزيارة أوباما
يعتزم الرئيس الاميركي أوباما بزيارة منطقة الشرق الأوسط في شهر اذار / مارس الحالي للاستماع إلى الأطراف المعنية كما ذكر!! وقد استبعدت مصادر في البيت الأبيض والخارجية الأميركية في عدة تصريحات رسمية صدرت عنهما ونشرت على نطاق واسع توقع تحقيق أي اختراق أو نتائج ذات مغزى على المفاوضات وعملية التسوية ككل وفي المقدمة منها وقف سرطان الاستيطان الزاحف واستمرار سياسة هدم البيوت في القدس الشرقية ومحاصرتها ووضع حد لعمليات تفريغ الأغوار وهدم كل مظاهر الحياة والخصائص والسمات الفلسطينية وتهجير اصحابها الشرعيين منها واستبدالها بالمستوطنين من خلال تكثيف بناء المستوطنات. ولسنا بصدد إجراء تقييم ومراجعة لما فعله اوباما طيلة السنوات الأربع الماضية من الفترة الرئاسية الأولى ولكن اتضح بشكل لا لبس فيه ولا غموض، ان الفترة الرئاسية الأولى لاوباما شهدت تكريس الاحتلال وتوسعته وتضاعفت وتيرة هدم البيوت في القدس والأغوار وإعطاءه الضوء الاخضر طيلة السنوات المشار إليها وقبلها كل الرؤساء الاميركيين ووزراء خارجيتهم. لقد كانت إدارة أوباما من أكثر الإدارات الأميركية استخداما للفيتو ضد الفلسطينيين في مجلس الأمن الدولي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت بممارسة ضغوطات هائلة ضد منظمة التحرير والسلطة الوطنية للحيلولة دون التقدم بطلب عضوية مراقب في الامم المتحدة وكان أكثر الرؤساء الأميركيين جرأة في مواجهة الطلب الفلسطيني . لقد غطت إدارة الرئيس أوباما على كل جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وبررت لها كل الأعمال العدوانية وموجات الاستيطان غير العادية وغير الشرعية. ما فعله ومارسه أوباما يتعاكس تماما مع خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة في مستهل ولايته الأولى والتي ما لبث أن ابتلعها وأنكرها ، حيث سعى جاهدا بتخريب الثورات العربية وحال عمليا دون وصول وبلوغ قادة الثورة الحقيقيين إلى حيث يجب أن يكونوا ويقودوا. لقد دمر أوباما وقادة حلف الأطلسي الدول العربية وجزأوها وساهموا بفاعلية في تقسيمها ونشر الفوضى الخناقة بين ربوع الوطن العربي
الزيارة خيبات متكررة واحباطات
الزيارات المتكررة للمسئولين الأميركيين للمنطقة كانت تتم في معظمها للاستماع للأطراف المعنية وكأن الولايات المتحدة ليست جزءا أو طرفا اساسيا وأصيلا فيها. فهي تعلم علم اليقين كل فاصلة أو نقطة أو جملة اعتراضية في الاتفاقيات والتي تم توقيعها سواء في البيت الابيض أو واي بلانتيشين وشرم الشيخ والعقبة، وقد وقعت عليها جميعا بصفتها ضامنة وكافلة للتنفيذ وشاهدة وكذلك فعل طوني بلير والعديد من الحكام العرب. فما الذي يريد أن يستمع إليه الرئيس أوباما حاليا وبالأدق ما الذي لا يعرفه عن تطور الصراع الصهيوني الفلسطيني. فمجرد القول أو التصريح علنا بأنه جاء للاستماع للأطراف المعنية ففيه الكثير استغباء الآخرين ومقدمة لتبرير عدم تحقيق أية نتائج. ثم لو كان الأمر للاستماع فقط فبإمكانه الطلب من الاطراف المعنية أن يرسلوا له وجهات نظرهم مكتوبة وهذا كله بافتراض انه غير مطلع على مجريات الاحداث وما تفعله سلطات الاحتلال. فالمحكمة الدولية اتخذت قرارا بشأن الجدار العنصري واعتبرته باطلا وغير شرعي كما ان لجنة تقصي الحقائق الدولية حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة وثقت بوضوح الجرائم التي اقترفها جيش الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وكذلك اللجان الدولية المتعلقة في الاستيطان ومصادرة الاراضي. ،
الشعب الفلسطيني يدرك تماما بأن إدارة الرئيس أوباما من خلال الفترة الرئاسية الأولى كانت مؤيدة بالكامل للاحتلال الصهيوني ولم تفعل أي خطوة ولو صغيرة لصالح الشعب الفلسطيني. لقد أيدت إدارة أوباما بلا تحفظ كل الاعمال العدائية التي قامت بها دولة الاحتلال ورفضت طرح قضية الاستيطان وتنفيذ قرارات مجلس الامن المتعلقة بفلسطين كما زالت ضد التوجه الفلسطيني للانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وترفض باستمرار تطبيق الشرعية الدولية . بصفتي مواطن فلسطيني واعربي لا ارحب بزيارة أوباما واخشى من أن تقوم دولة العدو خلال الزيارة أو بعدها بطرح عطاءات للبناء في القدس أو توسيع المستوطنات القائمة هذا ما اعتدنا عليه في كل زيارة لمسئول أمريكي لفلسطين. لا اهلا ولا سهلا بزيارة أوباما إلى فلسطين التي لن ينجم عنها سوى تكرار خيبات الامل والاحباطات وتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي.
الكاتب جمال ايوب