عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

أراضي عربيه محتله ـ سبته ومليله

أراضي عربيه محتله ـ الحلقه السادسه
سبته ومليله اراضي مغربيه محتله
الدكتور الشريف محمد خليل الشريف
كلنا نعرف بأن فلسطين بلد عربي محتل بكامله من العصابات الصهيونيه أو مايسمى الكيان الأسرائيلي ، ولكن القليل من أبناء أمتنا العربيه يجهل بأنه يوجد أيضاً أراضي عربية أخرى محتله وذلك نتيجة التعتيم الأعلامي العربي وخاصة للدول المعنيه والمحتله أراضيها .
سبته ومليله هي أراضي عربيه مغربيه وسبته هي شبه جزيره يحدها من الشمال والجنوب والشرق البحر الأبيض المتوسط ومن الغرب والجنوب الغربي المملكة المغربيه وهي محاذيه وتعتبر امتداد لأقليم الريف المغربي أي بمعنى أوضح ان أراضها إمتداد طبيعي لأراضي المملكة المغربيه ومنها تبدأ سلسلة سهول الريف التي تمتد على ساحل المتوسط على شكل قوس دائري الذي يعتبر المدخل الى مضيق جبل طارق بينما تفصلها مياه المتوسط عن اسبانيا مسافة 26 كم وتبلغ مساحتها 20 كم/2 ونعتبر أقرب ميناء افريقي الى أوروبا وبهذه المعطيات لايستطيع أي عاقل ان ينكر انها ارض عربيه مغربيه .
كانت سبته تخضع للحكم الروماني كباقي المغرب العربي حتى دخلها المسلمون عام 709م وبقيت ضمن أراضي المغرب العربي حتى ضمها الخليفه الأموي عام 931م الى الدولة الأمويه في الأندلس وبعد سقوط الدولة الأمويه وتفككها نتيجة الحروب الأهليه بين الأمراء الأمويين بسبب التنازع على الحكم والخلافه سقطت مدينة سبته عام 1024 تحت سيطرة طائفة مالفا وهي طائفة امازيغيه وتم ضمها الى الأمازيغ عام 1061 وفي عام 1084 دخلها المرابطون وعام 1147 دخلها الموحدون وفي عام 1233م اعلنت سبته استقلالها إلا انها عام 1236 سقطت واصبحت تحت حكم مملكة فاس ثم خضعت الى قبيلة بنو حفص وهي احدى القبائل البربريه ، ثم اصبحت بعد ذلك محل نزاع وتبادلت السيطره عليها ممالك قشتاله وغرناطه وفاس حتى عام 1387م حيث استرجعتها مملكة فاس من مملكة غرناطه واستمرت في حكمها حتى سقطت سبته واصبحت تحت سيطرة البرتغال إلا ان اسبانيا قامت بضم البرتغال كلها الى مملكتها عام 1580م وبعد اعلان استقلال البرتغال 1640م فضلت سبته البقاء تحت الحكم الأسباني واعترفت البرتغال بالسياده الأسبانيه على سبته عام 1668م حسب معاهدة لشبونه بين اسبانيا والبرتغال وبقيت مرتبطه بفاس حتى استقلت عنها بموجب مرسوم ملكي اسباني 1925 ثم تم منحها الحكم الذاتي من اسبانيا عام 1995م
أما مليله فهي تكاد تكون مثل سبته حيث تحيط بها اراضي اقليم الريف المغربي الذي يحدها من الغرب والجنوب الغربي والجنوب بينما يجدها من الشرق والشمال الشرقي البحر الأبيض المتوسط وتبلغ مساحتها 12.5 كم2 ولها تاريخ مشابه من سبته حيث توالت عليها السيطره من الدوله الأمويه عام 668م والعباسيه عام 750م ثم امارة ناكور 688م ثم خضعت الى فرطبه عام 1019 واعلنت استقلالها 1030م ودخلها المرابطون 1079م وسيطر عليها الموحدون 1141م وفي التاريخ الحديث استولى عليها الأسبان عام 1497م واعترفق البرتغال بالسياده الأسبانيه عليها عام 1509م
بقيت سبته ومليله تحت سيطرة الأستعمار الأسباني حتى يومنا هذا رغم المحاولات المغربيه لتحريرها ومن اهم هذه المحاولات محاولة السلطان مولاي اسماعيل لأعادتها للمغرب حيث حاصرها المغاربه 1694 ـ 1724م إلا ان المحاوله لم يكتب لها النجاح تم محاولة السلطان محمد بن عبد الله 1774م بمحاصرة مليله دون ان يحقق هدفه ثم ثورة محمد عبد الكريم الخطابي 1921 ـ 1926م والمعارك التي خاضها مع الثوار المغاربه ضد القوات الأسبانيه التي اخمدت الثوره بالقوه .
تعتبر سبته من اأهمية الجغرافيه الأسترتيجيه حيث يمكن لأسبانيا من خلالها السيطره على المياه الأقليميه في المنطقه وتعتبر المملكة المغربيه سبته ومليله مدينتين مغربيتين محتلتين ولا تعترف بشرعية حكم الأسبان عليها ويتمتع سكانها من اصل مغربي بحقوق المواطنه المغربيه كامله داخل المغرب ورغم مطالبة المغرب اسبانيا بالدخول في مفاوضات مباشره بشأن سبته ومليله من اجل استرجاعها إلا ان اسبانيا ترفض المفاوضات وتتتخوف من فقد السيطره على سبته ومليله وهذا ماكشفت عنه الوثائق السريه البريطانيه الموقعه عام 1983م بين بريطانيا واسبانيا والتي تم الأفراج عنها بعد 30 عام حسب القانون البريطاني إذ ذكر في الوثائق ان اسبانيا لاتسعى الى حل للسياده على جبل طارق مع بريطانيا لأنها إذا استعادت جبل طارق سيبادر المغرب للمطالبه بسبته ومليله ويذكر ان اسباني أفامت جداراً من الأسلاك الشائكه على ارتفاع 6.5 م ليفصل بين اراضي سبته ومليله عن الأراضي المغربيه وذلك عام 1995 م .
وهنا يسأل المراقبون للأوضاع في المنطقه الى متى ستغض اسبانيا الطرف عن احتلال بريطانيا جبل طارق من أجل الأحتفاظ بسيطرتها على سبته ومليله وكذلك جزيرة ليلى المغربيه ، والى متى سيتبقى المملكة المغربيه تهادن اسبانيا بما يسمى العداء الودي ولا تطالب رسمياً بعودة أراضيها المستعمره اليها ولديها كل الأدله على انها من اراضيها ويكفي موقعها وارتباطها الطبيعي بأراضيها العربيه وباليابسه الأفريقيه أم ان هناك ماهو مخفي بين البلدين لتستمر هذه الحاله .