0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بين تكريت وكركوك

رغم كل احتفالات الميليشيا والجيش العراقي فإن تكريت ما تزال.. غير محررة، رغم اربعة اسابيع من الحشد والقتال، ورغم وعود الـ72 ساعة، ورغم الاستئساد على متحف صدام حسين وتدميره وتكريت مسقط رأسه، ومستقر جسمه المنهك.
لماذا تستعصي تكريت؟ لان الايرانيين مارسوا فيها البطولات الوهمية، الامر الذي ادى الى وقف تعاون الحلفاء، وإذا بقي الجنرال قاسم سليماني والحشد الشعبي يمارسان حرق قرى السنة، والتفظيع باهلها، فمن غير المستبعد ان تعود داعش للسيطرة على الاحياء القليلة التي تراجعت عنها.
كركوك بالمقابل، تعمل الباشمركة مع العشائر حينما كان هناك قتال، ومع التحالف وطيرانه الفعّال، والان بين مواقع الباشمركة والموصل مساحة تقدر بسبعين كيلومترا مربعا، تقول قيادتهم ان داعش تسيطر عليها، وتقيم فيها دفاعات مؤثرة.
والاكراد اذكياء، ويعرفون ان اعلان ولائهم للدولة العراقية هو الان المطلوب لدى اميركا والحلفاء العرب والاوروبيين.
في حين ان طهران تعرف انها تكسب مواقع اكبر كلما اشعلت نار الطائفية. فقد دفعت السيستاني الى الامر بتشكيل «الحشد الشعبي», واستجاب الصدر, والحكيم فهبت جموع سلحتها ايران من جماعات متعصبة لا تفرق بين سنّة القبائل وسكان صلاح الدين وديالي وبين داعش.. أو هكذا تعلموا.. فحققوا بعض التقدم في مناطق يسيطر عليها الجيش والامن. لكنهم توقفوا منذ شهر في تكريت, وحاولت وزارة الدفاع العراقية الاستنجاد بطيران التحالف دون فائدة, لأن التحالف يقاتل داعش ولا يقاتل السنّة في معركة طائفية, ويقاتل من اجل عراق موحد وليس من اجل ايران!!
من الاخبار التي ترشح ان البيت الابيض يستفيد من افكار الجنرال بتريوس الذي نجح في العراق بانقاذ سنّتهم من القاعدة, واستنهاض «الصحوات», فهو اذكى جنرال تولى القيادة الوسطى, والقيادة في العراق, وقيادة جهاز المخابرات CIA وقد استقال بعد كشفت غرامياته مع كاتبة لقصة حياته. وحدث أن تعرفنا على الرجل هنا في عمان. فقد كان حريصاً على سماع اراء الناس الذين «لا يحبون اميركا» وكان ذلك يتم حول مائدة عشاء هادئة.
ايران تنشر نفوذها بالحرب الطائفية في ديار العرب بين سنتهم وشيعتهم، ومن المؤكد ان هذا النمط من النفوذ سيتهافت بعد حين، حين يكتشف الشيعة انهم لم ينتصروا، وحين يكتشف السنة انهم لم يخسروا.