محلات العطارة صيدليات الفقراء

وكالة الناس – تعتبر العطارة من أقدم العلاجات التي توارثتها الناس عبر القرون ويعود استخدامها لمئات السنين، واستخدم أصحابها الأعشاب لعلاج كثير من الأمراض.

ومع مرور الوقت اصبحت محلات العطارة من اماكن الاستشفاء النادرة رغم أنها هي الأساس في إنتاج معظم العقاقير الطبية التي توصل إليها العلم الحديث، ويعتبر محال عطارة الصفاء لصاحبه اسحاق عقيلان في وسط مدينة جرش من المحلات التي توارثها أصحابها وورثوا مهنة بيع الأعشاب عن أجدادهم.

ويؤكد عقيلان ان محلات العطارة، في جرش يعود تاريخها إلى بدايات القرن الماضي، وورثها أصحابها عن أجدادهم، متخذين من الأطباء ابن سينا وأبقراط وجالينوس مرجعًا لهم.

وأضاف إن دكان العطارة هي عبارة عن صيدلية خاصة، لأنها تحتوي على الكثير من المواد ذات الفائدة الكبيرة والتي يستخدمها الناس باستمرار وأهمها الزنجبيل الذي يستخدم لمعالجة الرشوحات وأمراض الصدر، والشيح والقيسوم اللذان يستخدمان لمعالجة أمراض البطن ، موضحاً أنه يوجد عنده أكثر من مئة نوع من الأعشاب الطبية مثل اليانسون والميرمية والبابونج والحلبة والكمون ، وهذه الأعشاب بحسبه تغلى وتشرب خصوصاً في فصل الشتاء لأن لها فوائد كبيرة.

وأكد أن مهنة العطارة توسعت كيثراً في هذه الأيام مقارنة بالأيام القديمة التي كان فيها شخص يتنقل بين القرى حاملاً معه مواد العطارة ليبيعها للنساء، بحسب ما قال له والده في الوقت الحالي أصبح العطارين منتشرين في كل مكان سواء في الريف أو البادية وبأعداد كبيرة.

ويؤكد عقيلان ان المحلات لا تفرغ من روادها ممن يحبون التداوي بالأعشاب الطبية التي باتت تعرف “بالطب البديل”، بعيداً عن استخدام العقاقير الطبية المصنعة، ويؤكد إن مهنتهم لن تندثر ما دام هناك متعلمون ومثقفون يدركون أهمية الأدوية الطبيعية التي يبيعونها.

ويصيف ان أسعار الأعشاب والمواد التي يبيعونها لا تقارن بأسعار العقاقير، وأكد أن قناعة الناس بما تفعله تلك الأعشاب ومفعولها العلاجي أفضل بكثير من غيرها.

ويتابع أن “النباتات أثبتت فعاليتها في علاج كثير من الأمراض، وأسعارها في متناول الجميع، والأردن مليء بالأعشاب المعالجة، وهناك الكثير من الأبحاث المتعلقة بالأعشاب في كثير من الدول.

وتقول سيدة خمسينية (لم تذكر اسمها) “إن استخدام الأعشاب الطبية يعتمد على قناعة مستخدميها، وهي أفضل من الأدوية الكيميائية، وأغلبها مفيد”.

(الدستور)