إصلاح على هواهم
د . منذر الحوارات
أصبح الحديث عن الإصلاح ممجوجاً ويفتقر إلى الرؤية الحقيقية، كيف لا ومن يتصدون لهذه العملية هم في نسبة مهمة منهم لم يلجوا الحياة السياسة من باب الحراك الاجتماعي او السياسي بل جاؤوا الى مواقعهم على ظهر قرارات عليا وبالتالي لا يؤمل منهم أن يمتلكوا الدراية بكيفية التحول الى دولة ديمقراطية، بصراحة لم أكتشف من خلال حديث رئيس لجنة الاصلاح بأن إيمانه راسخ بضرورة الإصلاح وبأن لديه الرؤية الواضحة لماهيته، بدليل أن من يريد أن يرأس لجنة كهذه عليه أن يتحرر من تأثير أي قرار مسبق بغض النظر عن مستواه كي يستطيع أن يناقش الحالة السياسية وفقاً لتوجهات
المجتمعين فقط وبموجب مداولاتهم، والذين يفترض أن يحققوا بوجودهم طبيعة التوازنات السياسية في البلد ويعكسوها بالتالي على تطلعات اللجنة، وكون اللجنة مُعينة بالتالي فهي تمثل فقط اشخاصها بالذات ولا تعكس المجتمع بكليته، الأمر الذي سيجعلها أسيرة لقرار يأتيها من مستوى أعلى، وبالتالي ستكون التغييرات محدودة بمصالح تلك الفئة ورغبتها في إستمرار هيمنتها على المجتمع ولكن هذه المرة مع شرعنة ديمقراطية .