ألغاز (الغاز)
(الغاز) غدا أحجيةً صعبة، في ظل تهافت، على العدو بكل الأشكال،وكأن لسان حال الحكومة يقول، لن أكون الوحيدة في المعمعة، ولن أسمح لأحدٍ بأن يزاود، علي بشيء، فلئن قاطع الناس المنجا والكاكا والجزر الصهيوني، فأنى لهم أن يقاطعوا الغاز، ولابد لكل بيت بعدئذٍ أن يدخله الصهاينة، بعد أن لم تفلح كل محاولات التسلل الصهيوني من خلال التجارة،في أن تجتاح جميع الضمائر، فلابد من إغراق الجميع في الُّلجة الصهيونية،ولابد أن يتلطخ الجميع بدنسهم، وهذا فمن يقع في بلاءٍ، يود لو أن كل الناس مثله حتى لا يُعَيِّرُوهْ.
ولئن لم تفلح الحجة الواهنة، عندما طالب الناس بطرد سفير العدو، فقيل: إن طردناه فلن تدخل المؤونة إلى غزَّة وسيموت الناس جوعاً، فإنما نستغل السفارة بأن نَمُدَّ جسور التواصل مع إخواننا من خلالها،فهل لديكم من بديل؟ فسكت الناس وتقلبوا بين صمت عَجزٍ، وصَمْتِ تَخاذُلْ،وها هي الخطة بعد ذلك السكوت تنجح في التسلل لما هو أعظم فلئن قيل: اطردوا عدو الله وعدوكم.فسوف يقال سريعاً، وأين لنا بإنارة المستشفيات والمساجد والطرق الرئيسية والنوادي الليلية والأمسيات الشعرية،وكيف نصنع بعد تعطيل الخلاطات والغسالات الأوتوماتيكية والمكانس الكهربائية.
مازلنا نُسْتَغَلُّ كما يُسْتَغَلُّ الرقيق.ونُنَوَّمُ قَسراً حتى في أثناء النوم لكي لا نحلم يوماً بانفكاك من الذل.
تاه الدليل بأن يكون هناك بديل لغاز الصهاينة؟! .
وما تذرع (المتذرع) إلا بارتفاع أجور النقل من مصادر أخرى، فهل تجيز لنا أجور النقل بأن يتغلغل الصهاينة فينا أكثر؟! وهل ما تم نهبه من الثروات، بأقل مما يوفره علينا الصهاينة من أجور، لو أخذنا الغاز من قطر؟! .
ولكن فلتقولوا أن هناك أمراً يُراد، ولئن كان الصهاينة بغير(الغاز) استطاعوا أن يهينوا المسلمين ويدنسوا الأقصى، ولم يكن لهم منا رادع فكيف بعد أن يسيطروا على كل بيت، وكأني بهم لو استطاعوا لم يوفروا علينا أجور النقل فحسب، بل لربما بذلوه لنا مجاناً، حتى تكون لهم سيطرة شاملة على حياتنا ومعاشنا،
في كل يوم نظن أن العداوة قد اتضحت للأنظمة العربية، وفي كل حادث يرون من سالموهم من اليهود، ينقضون عهودهم، نقول : ربما أنهم اليوم يفيقون من غفلتهم، ويتنبهوا لما وصف الله به اليهود في القرآن، من نقض للعهد وكفر مغلظ وعداوة للمؤمنين، وإذ بنا نرى حكوماتنا بعد زوال غمامة إثر حادث طارئ يتطاول الصهاينة به عليهم، إذ بنا نراهم يسارعون فيهم ويقبلون عليهم ويمكنوهم من رقابنا أكثر حتى نصبح في أيديهم كالعبيد..