الأردن … وسياسات الفزعة
وكالة الناس – نمر أبو كف
لاشك أن استقرار الاردن هو حاجة دولية … والأردن على صغر حجمه الا انه صمام أمان لكل منطقة الشرق الأوسط، ولعل الدول الكبرى والدول ذات الثقل الإقليمي تدرك هذه الحقيقه لكن نقطة ضعف الاردن تأت من داخل الاردن نفسه.
حيث يلاحظ التخبط والعشوائية والعمل بنظام الفزعات في حل مشاكل لا تكاد تنتهي إحداها حتى تبرز أخرى، وفي غالب الأحيان لا يتم تقديم أجوبة أو مبررات مقنعة للشارع الذي أخذ يتعلق بكل قشة للتعبير اما عن عدم رضاه مما يجري، أو فرصه لمهاجمة الحكومة، حتى أصبح عنوان العلاقه بين الحكومة والشعب عدم الثقه.
المناكفه أو حتى احيانا تتطور الأمور إلى المواجهة المباشره وهذا مؤشر خطير إلى ما وصلت إليه الأمور، وأصبح عنوان المرحلة التوتر الشديد، بل والتفاخر احيانا بمناكفة الحكومة، والتعدي على هيبة الدولة.
وأصبح الشعب رهن إشارة أشخاص نصبوا راية التحدي لكل مايصدر عن الحكومة، وأصبح الناس ينظرون إلى الأجهزة الأمنية وكأنها في خندق معادي لخندق الشعب؛ بالرغم من أن الأجهزة الأمنية قياسا إلى دول مجاورة تعتبر في مربع الشعب وليس أداة قَمع، ولكن الرأي العام اخذ ينحرف عن هذه النظرة.
وهذا مؤشر خطير أن سلوكيات الحكومات المتلاحقة واستنساخ هذه الحكومات لنفسها وهندسة الانتخابات الأخيرة، وعدم الجدية في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ومحاولة الحكومة النأي بنفسها عما يجري في فلسطين؛ ترك مساحة واسعة للمعارضة للنيل من الحكومة، وأصبحت دعوات جماعات المعارضة أو أشخاص نصبوا انفسهم في خندق الدفاع عن مصالح الاردن؛ تجد أذان صاغية.
والمتتبع لذلك يجد تنامي مستمر لهذا النهج وان لم تلتقط الحكومة هذه المؤشرات ولا أقلها من وضع قانون انتخابي يوصل لمجلس النواب شخصيات قادرة على خلق توازن بين السلطات الثلاث، والعمل بروح الفريق بين مختلف أجنحة الدولة، وخلق آليات فاعلة لمحاربة الفساد والمحسوبية، وعدم التفرد بقرارت أصبح الاردن رهينها.
عندها فقط يمكن أن تدرو عجلة التنمية ويصبح الشعب والحكومة في قارب واحد الوصول ببلدنا لبر الامان.