مكافحة الأرهاب أهم من مكافحة الفقر ؟؟؟
كنا نتمنى على رئيس مجلس الأعيان أن يتحدث بطريقة أفضل مما تحدث به أمام جلالة الملك لأنني متأكد من أن جلالته لم يكن يرغب بسماع ذلك الغزل السياسي القديم الجديد وكان يتمنى جلالته على رئيس مجلس الأعيان أن يتحدث بلسان الشعب الاردني وحاله وهمومه وفقره ويرجح مكافحة الجوع والفقر والبطالة على مكافحة الارهاب لأن الفقر مغذي للارهاب وأحد روافده عوضاً عن تلك الكلمات المنمقه التي أنتقاها السادة الأعيان من غير قاموس الشعب الأردني وأنني أتسأل هنا هل الارهاب الخارجي هو من تسبب في تخريب الاقتصاد وتفشي الفساد وبيع مقدرات الوطن بثمن بخس.
أن جلاله الملك ومنذ زمن بعيد لم يعد بحاجة لسماع تلك السنفونيات العتيقه من أحد وقد نوه عن ذلك كثيراً لانها تتعارض مع ما ينادي به ملك التغيير الا أن بعضاً من المسؤولين ما زالوا متشبثين بها وعلى البقاء في نفس البوتقه القديمة ولا يريدون الخروج منها مخالفين بذلك توجهات ورؤى جلالة القائد لأن من شأن تلك الكلمات زيادة المسافات ما بين القائد الذي يرغب البقاء قريباً وملامساً لشعبه مع أصرار تلك الحاشية على ابعاده وزيادة المسافات بين الشعب والقائد .
لقد كان أولى برئيس مجلس الأعيان أن يتحدث عن هموم الوطن وعن التقصير الواضح للحكومة في أداء مهامها وواجباتها واعطاء الشأن الأقتصادي ما يستحق بدلاً من التركيز على مكافحة الأرهاب ودعم تقديم قانوني اللامركزية والبلديات على قانون الأنتخاب بهدف دغدغة النواب وأطالة عمر المجلس والحكومة معاً فهذا موضوع ممجوج تماماً من قبل الشعب الأردني .
أننا نعلم علم اليقين ودولته يعلم ومتأكد من أن العلة ليست فيما تفرزه تلك القوانين الأنتخابيه ولكن الخلل يكمن فيما يعقب ذلك من تدخلات تنفيذية اثناء وقبل فرز النتائج ولو طبقنا قانون الانتخاب الأمريكي أو البريطاني بنفس المعاييرالمتبعة حالياً لأفرز نفس الاشخاص وابقى على سوء الحال السياسي والأقتصادي .
لقد كان لكلمات السادة النواب وقعاً أفضل بكثير على الشعب من كلمات السادة الاعيان وقد يكون ذلك مؤشر على ان السادة الاعيان نسوا أنهم أعيان وتصرفوا كموظفي حكومة لا أكثر بدليل أنتقاء تلك الكلمات التي لم تصف الحالة الأردنية بشكل يرضي جلالة القائد والشعب معاً وهذا ناتج عن عدم دقة أختيار بعض اولئك المسؤولين الذين ما زالو يتربعوا على مفاصل السلطة التشريعية والتنفيذية الاردنية ويتحدثون بأسم الشعب أمام جلالة الملك علماً بأن واقع الحال مختلف تماماً فهم لم يعودوا يمثلو الشعب بل يمثلون انفسهم وهم بهذه الطريقة ذاهبون بالوطن الى ما لا تشتهي السفن .
سائلاً العلي القدير أن يحمي الاردن ويحمي شعبه ويوفق جلالة الملك لتغير بعض الوجوه القديمة التي لم تعد تمثل الشعب الأردني أنه نعم المولى ونعم النصير .