0020
0020
previous arrow
next arrow

عداء خرافي أفلت من كل الدوريات..!!

0

عَدّاء خرافي أفلت من كل الدوريات..!!
الدكتور محمد السنجلاوي
لقد انقسم الناس حول ما يجري، من تشاورات ماراثونية (تحت القبة وخارج القبة) لاختيار رئيس وزراء للمرحلة القادمة، بعضهم أقسم بالله، على أن الرئيس القادم هو الرئيس الحالي (د. عبدالله النسور)، وسيتم التجديد له لولاية ثانية…
في حين ذهب فريق آخر إلى القول: بأنه سيكون هذه المرة، من الوجوه الجديدة، القادرة على اجتراح معجزات في عصر “العجز الحكومي المدولب”؛ لانتشال صورة الحكومات الماضوية، من أعماق محيطات الإفلاس السياسي والاقتصادي…
ولكن الشريحة العريضة منهم، أجمعت رأيها، على أن الرئيس القادم وفريقه الوزاري لن يفلت من دائرة لعبة “إعادة التدوير”…
وفي الوقت نفسه، تمنى فريق آخر من الناس، أن تظل الدولة بلا رئيس وزراء أو أي ذراع تنفيذي؛ لأن الأمر – من وجهة نظرهم – سيّان، فحضورهم غياب وغيابهم حضور، ففي كلتا الحالتين، إن مسيرة الدولة في كل الإتجاهات، ما زالت وستظل في ظل وجودهم “الحاضر الغائب الناهب ” تسير نحو الأسوأ؛ فبفضلهم تحول (الدَّين العام) إلى عَدّاء خرافي في حلبات النزف الوطني، أفلت من كل دوريات الضمائر المتواطئة…
يتشاورون، وفي كل ثانية، بطن الخزينة ينتفخ وهماً، ووعوداً خُلبية وعُرقوبية، ولكنه هذه المرة هو حملٌ كاذب، بنكهة برلمانية شعبوية – حسب تعبيرهم -…
أما القسم الأخير من الناس، فقد علّق على ما يجري، من كولسات تشاورية بافتراض وتساؤل وجيهين، بعيداً عن لغة التكهنات: ماذا لو قام الشعب، ببقر بطن الخزينة “الخاوي المنتفخ” في لحظة تاريخية، على طريقة عمل “الجرَّاحين” فوجد فيها ألف لص مختبئاً، ممسكاً، كل واحد منهم، بين يديه خطاباً وطنياً، دسماً صارخاً، يلتهب حماساً، في ضرورة محاربة “الفساد واللصوص”، معتمرين فوق رؤوسهم قبعات الإنقاذ، وقبعات الإخلاص، وقبعات الشرف، وقبعات النزاهة… منتعلين في أرجلهم “وطناً” أصبح شامة بين الأمم في القبعات…
إذا ما حدث ذلك فهؤلاء الذين أصبحنا نعرفهم: اسما، وجسماً، وجنساً، وشحماً، وكرشاً، وعظماً، وأصلاً، وفصلاً، وخصراً، حتى ماركات ملابسهم الداخلية وألوانها ومقاساتها… هؤلاء – على حد تساؤلهم – متى تطالهم يد القضاء؟!!
m.sanjalawi@yahoo.com الدكتور محمد السنجلاوي