الذكرى العاشرة لاستشهاد ياسر عرفات
قال تعالى . بسم الله الرحمن الرحيم ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” صدق الله العظيم .
أتذكر اليوم مواقف لرجال رحلوا عنا ، فهم في دار الحق في جنات الخلد عند ربهم يرزقون ، فقد الشعب العربي الفلسطيني ، وفقدت الأمتين العربية والإسلامية وفقد أحرار العالم رجلا من أغلى الرجال ، رجلا أمضى حياته فارسا مغوارا ، ومناضلا بطلا ، سياسيا محنكا .
بعد النكبة التي حلت بشعب فلسطين عام 1948م قرر الشهيد أبو عمار أن يسخر حياته لإزالة أثارها وعودة الحقوق إلى أصحابها ، رافعا شعلة الثورة أضاءت للشعب الفلسطيني طريقا حالك الظلام نحو فلسطين ، استطاع أن يعيد القضية الفلسطينية إلى فلسطينيتها ، لقد استشهد ياسر عرفات بعد أن استطاعت مدرسته الثورية والنضالية من تخريج العشرات والمئات بل الألوف من جماهير الشعب الفلسطيني لمواصلة الطريق ، طريق أبو عمار نحو فلسطين والقدس ، أن المجتهد لحصر تاريخ هذا الرجل في موسوعة كتابية ينتابه الفشل فأبو عمار أكبر وأعظم وأسمى من كل الكتابات فهو التاريخ المشرف لهذا الشعب تاريخ الأصل والنضال والتضحيات فأن تحدثت عن الروح الإنسانية به تجده أعظم إنسان وإن تحدثت عن الروح العسكرية به تجده أشجع وأبرع المقاتلين وإن تحدثت عن روح السياسة به تجده أفضل المحنكين والمراوغين في التعامل مع العدو والمتآمرين …فكان يجمع في ذاته كل القيم الإنسانية والعسكرية والسياسية فكان نعم القائد والمناضل و الرمز والقائد المميز .
إليك يا من حملت القضية على رأسك ، وحميتها في صدرك ، وحملتها في قلبك إليك أيها الرجل الحنون القائد أيها المارد الغاضب ، أيها البركان الثائر أيها العاصفة الهائجة المدمرة ، أيها البحر الواسع الهائج أيها الجبل الشامخ ، أيها الزيتونه العريقة أيها البندقية السمراء , إن طال النصر من بعدك فنحن سنأتيك منصورين بإذن الله ، أيها الرقم الصعب إنهم قتلوك ويوم رحيلك عنا كان عيد الجبناء ، لكن فعلا أغبياء هل نسوا إنك أنت من ربيت المناضلين هل نسوا أنه في العرين الملايين من ياسر عرفات إنهم جبناء وسفهاء , فمن ينقذهم من بطش المجاهدين من ينقذهم من غضب وحقد الفلسطينيين , بدأت مشوارك الصعب بشرف وكرامه ومضيت به بكرامة واستشهدت كما حلمت بكرامه , فمن ينسى منا فضل رجل العزائم من ينسى منا من رفع لنا الراية وحقق لنا الغاية وقاوم من أجل تحرير فلسطين ؟ ؟ ؟ ؟ .
تخلا عنا زعماء العرب ، وتخلا عنا كل العالم لكن لتحيا ذكراك أيها القائد ، الذي قضيت عمرك تدافع عنا دون تخلي عن أصغر الحقوق يا حامي وصانع الثوره أيها القائد , لن ننسى إنهم سموك !!!!! فلا تخف سيكشفهم الله هم ومن أعانهم يوما ، فالله لا ينسى عباده المخلصين فما سموك إلا لأنك كنت شوكه في حلوقهم وكانو يعلمون فعلا إنك شوكه , إنهم أغبياء لأن هذه الشوكه إن حاولوا أن يكسروها فهي لغم ، سيفجر ثورة وإنه من المستحيل كسرها لأنها أقوى من الفولاذ فسيحملها من بعدنا أولادنا وأولاد كل فلسطين . كل العالم يعرف إن العدو الصهيوني وراء الجريمة .تحية شموخ وإباء تحية عز وكبرياء لمن انتصر وكان من الشهداء…تحية عشق ووفاء لمن ضحى بحياته وقدم زهرة عمره من أجل الشرفاء…تحية إكبار وإجلال لمن دافع وناضل باستماتة عن شرف الأمة وكرامتها ومقدساتها فنال رضي الله وحب الناس وخلد اسمه في سجل العظماء… فكم هو شرفٌ عظيم أن أذكر اسماً من أسماء الشهداء…صنع التاريخ وتلألأ نجماً في عناء السماء..صال وجال وبرع في معارك القتال وكان رمزاً للمحبة والسلام…لا يعرف طريقاً لليأس في حياته أو الاستسلام…سقط شهيداً في الليلة الظلماء ….. قائدي ومعلمي أبو عمار… يا شمس الشهداء وشيخهم الكبير… يا صاحب الفكر والنهج الأصيل ..
سلامٌ عليك يا قائدي كلما بزغ الفجر وغرد الطير وأشرقت أنوار الصباح…سلامٌ عليك يا قائدي كلما نادى المؤذن بالناس حي على الصلاة حي على الفلاح….سلامٌ عليك يا قائدي كلما ركع وسجد المؤمن وذكر اسم الله في كل صلاة…سلامٌ عليك يا قائدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعثُ حياً بإذن الله…سلامٌ عليك يا صانع الثورة ومترجم معاني الكبرياء .. سلامٌ عليك يا قائدي من كل فلسطيني عزيز النفس عليك بكى..بل وسلامٌ لك من كل مسلم في الأرض من بعدك اشتكى .. أيها القائد أنت الذي أحييت فينا معنى الحياة ورسمت طريق الأمل رغم الآلام والجرح والآسي والأشواك فسلكناه…فكيف أنسى فيك عظمة الرجال وشموخ كبرياء الأبطال وصلابة صلاح الدين المزروعة فيك أيها الرجل المقدام .أيها القائد لقد عهدتك أسد المقاتلين بلا منازع ورجلاً صبوراً مقاتل في كل المواقع.وإنساناً عظيم الخلق ورقيق القلب وحنون الصدر مع كل كائن كنت متواضع…لم تسقط الرايات يوما ًمن يدك فسقطت شهيداً وأنت مقاتل تقاتل… نعم أيها القائد سنقف كالبنيان الشامخ نقاوم ونلملم جراحنا ولن نساوم كما علمتنا يا طائر فينيق الثورة المسافر أن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة وإصرار فهذه هي أبجديات الفلسطيني الثائر كما درستنا يا قائدي أبو عمار… في ذكرى رحيلك أيها القائد أبو عمار أنحني إجلالاً وإكباراً لعشرات الألوف من الشهداء وأضعافهم من جرحانا الأشاوس الأشداء وأسرى الحرية القابعين في سجون العدو الصهيوني .
المجد والخلود لشهداء الثورة والشعب الفلسطيني .
وعلى الدرب ماضون .
إنها لثورة حتى النصر.
بقلم جمال ايوب