0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

لا شيء في غزة يبشر بقرب الفرج

 
 فلا مفر أمامنا ولا خلفنا إلا رص الصفوف والوحدة الوطنية لم لا والدم واحد والجرح والحلم واحد والعدو الجلاد واحد لا تفرق قنابل طائراته ولا قذائف دبابته بين بيت وبيت أو طفل وطفل أو فصيل وفصيل فكلنا فلسطينيون مجرمون نستحق الموت في نظر الاحتلال .غزة هناك شعب صابر محاصر منذ سنوات ، لا شيء في قطاع غزة يبشر السكان بقرب الفرج في بدء إعادة أعمار ما دمره العدوان وخربه الحصار ، ولا اشاراتٍ تدل على انتهاء المعاناة ، وزوال الألم ، ورفع الحصار ، ونهاية العقاب ، بل كل شيء فيه يدل على اليأس ، ويبعث على الإحباط ، فلا اجراءاتٍ عملية لبدء عملية الأعمار ، ولا موافقة على شاحناتٍ تحمل مواد البناء ومستلزمات الأعمار ، ولا تحويل لأموال المساعدات ، ولا سماح لجهاتٍ مانحة وأطرافٍ ترغب في المساعدة بإدخال الأموال أو المؤن والمعدات ، ولا تسهيلاتٍ على المعابر ، ولا استعداداتٍ لدى الدوائر ، ولا نية حقيقية لأي جهدٍ جادٍ ، ما زالت الخلافات قائمةً على أشدها بين كل الأطراف ، بين أصحاب الشأن والجيران ، وبين الأعداء والمانحين ، وبين المسؤولين والمتضررين ، على من يشرف على البناء ، ومن هي الجهة المسؤولة عن تقديم المساعدات ، وصرف أذونات استلام الاسمنت والحديد ، وتحديد كمياتها وأنواعها ، والموافقة على توقيت صرفها وجهة استلامها ، وكيف ستتم آلية مراقبة عملية الأعمار ، ومتابعة التنفيذ ، الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية ، منشغلون ومختلفون ، بل متشاكسون ومتعارضون ، يعاندون ويخالفون ، ويصدون ويمنعون ، ويؤخرون ويعرقلون ، ويضعون الشروط المعقدة ، ويبالغون في رسم السياسات المتشددة ، وبيان المواصفات الكثيرة ، وتحديد التفاصيل المضللة ،
بينما سكان قطاع غزة يعيشون في ظل معاناةٍ دائمةٍ ، أليمةٍ وقاسية ، مستمرةٍ وباقية ، فالبيوت مدمرة ، وآلاف العائلات تعيش في العراء بلا مأوى ، أو في المدارس وما بقي من المساجد ، وبدون خدماتٍ أو تسهيلاتٍ ، أنهكته البطالة والفقر ، وأوجعته الحروب المتوالية ، تكبد خسائر جسيمة حيث فقد الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى نسبة كبيرة منهم أصيبوا بإعاقات دائمة ، عشرات الآلاف من المنازل المدمرة ، يصاحبها مئات الآلاف من المشردين بلا مأوى ، اقتصاد متهاوي ، ووضع اجتماعي لا يحسد علية ، عشرات الآلاف من الشباب بلا أمل في مستقبل ، آلاف الأرامل والأطفال اليتامى ، في ظل هذه الحالة ينظر هذا الشعب مترقبا تغير الحال آملا أن يصحو يوما وقد بدأت عجلة التغيير في حياته ، ولكن الأيام تمضي ولا شيء من هذا ، وتتفاقم الحلة المأساوية التي يعيش فيها . لا نفشي سراً ولا نذيع خبراً عندما نقول بأن سكان قطاع غزة قد أصابهم اليأس ، ونزل بهم البأس ، وسيطرت الكآبة عليهم ، وكسا الأسى حياتهم ، وانعكس الشقاء على أجسادهم ، ونال الأذى من روحهم ، وانعكست المعاناة على تصرفاتهم ، فبدت نفوسهم ضيقة متحشرجة ، عصبيةً ثائرة وغاضبةً ناقمة ، لا تصبر ولا تحتمل ولا تسكت ، ولا تأمل ولا تثق ، ولا تؤمن ولا تصدق ولا تعلق على غير الله أملاً ، ولا تنتظر من غيره فرجاً. ولا نكذب عندما نصفهم بأنهم يائسين محبطين ، ومحطمين مدمرين ، وحائرين تائهين ، وغلابة مساكين بسطاء ، وفقراء معدمين ، ويسبون ويلعنون وينتقدون ويتهمون ولا يبرؤون ، ويعممون ولا يستثنون ، يتحدثون بلا وعي ، ويعيشون بلا أمل ، ويمضون بلا مستقبل ، ولا يتوقعون من غير الله الفرح ، فهو موئلهم وناصرهم ، وسامع دعاءهم وملبي رجاءهم ، إذ لا يأملون من الصديق قبل العدو لهفة النجدة ، ولا سرعة العون ، ولا عاجل الغوث ، ولا صادق العطاء ، ولا تجرد في البذل ، ولا سخاء في الغوث ، ولا إخلاص في المساعدة. ولا نهول الأشياء ، ولا نضخم الحقائق ، ولا نعظم الوقائع ، ولا نفتري ولا ندعي ، ولا نبالغ في الوصف ، ولا نفرط في العرض ، ولا نقول غير الصدق ، ولا نتحدث بلسان فريقٍ من الناس ، ولا فئةٍ من المتضررين ، إنما ما نقوله هو حال الناس جميعاً في قطاع غزة ، وهو وصفٌ لشؤونهم كلهم ، وتعبيرٌ عن حالهم جميعاً ، فالمعاناة شاملة ، والألم عامٌ وكامل ، والشكوى من الجميع ، والحاجة ماسة للكل ، والنقص والعوز بلا استثناء. إخوتي في الوطن , تعالوا إلى كلمة سواء بيننا ألا نعشق إلا فلسطين وألا نحلم إلا بفلسطين وألا نقاتل إلا لأجل فلسطين وألا نتصارع على فلسطين , تعالوا نعبر إلى الغد عبر بوابة الوطن الواحد الموحد , تعالوا نكنس الاحتلال وننثره غبارا خلفنا , فالوطن يضيق بنا وعلينا إذا تفرقنا ويتسع لنا وبنا إذا توحدنا…
بقلم جمال ايوب