على شباك الوطن حطت فراشة من سما…
كانت ضيفة على برنامج تنفيس مع (المشاغب) أبو وطن مواطنة بحجم القانون الذي شربته وبحجم الوعي الذي تتحلى به كما كل غيارى أردننا الحبيب، رائعة هذه الطفلة التي لا ترى فيما يجري على أجزاء من الوطن العربي إلا مؤامرة بحلة مبتكرة لسايكس بيكو لتفتيت أوصال الوطن العربي الكبير من اقصاه الى اقصاه ونهب ثرواته ومقدرات الأمة واضعاف جيوشه، والتخفيف ما أمكن من العناصر البشرية المستهلكة الكثير من الموارد الطبيعية بحسب دراساتهم الشاملة وادعاءاتهم – المشبوهة- للكرة الأرضية وسكانها، تلك الدراسات التي تبذل فيها الأموال الطائلة من اجل التفرد والاستئثار بها. فهم يقومون بالدراسات للأرض ومواردها ثم يسقطوا نتائج تحليلها على نسبة الزيادة السكانية في المناطق التي تحوي ثروات وخيرات وغالباً ما تكون فقيرة اقتصادياً…وببساطة يقرروا- بعد ذلك- بأن شعوبها ليست جديرة بهذه الثروات، لذا يجب التخفيف منهم لأنهم عناصر استهلاك فقط…وتوضع الخطط الجهنمية لتنفيذ مسلسلات القتل والتدمير او اختراع كوارث قد تبدو طبيعية….الخ. انهم يشيطنون البشرية والأرض، فقط من اجل مصالحهم. وما تلك الحروب الا من تخطيط شياطينهم. ويعتمدون على تنفيذ مخططاتهم الدموية على سفهاء الأمة ذوي التفكير السطحي ممن تخدعهم الشعارات البراقة التي تدغدغ مشاعرهم في ظل غياب التحصين الفكري لعقولهم، وهنا يصبح من الضرورة بمكان ظهور الدور الفاعل للمثقفين وأولي الحكمة في توعية هذه الفئة كي لا يكونوا ادواتاً لفكر ارهابي تدميري موجه ضد مصالح أمتنا، ولحمايتهم من الوقوع في شرك الفتن البراقة وتحصينهم كي لا يتحولوا (اجهزة استقبال ) ريموت كونترول البترودولار.
نعم (ريما) انهم لا يريدون شخصاً بعينه وانما يريدون وطننا العربي كله ولو أرادوا زعيماً عربياً بعينه لكان الأمر سهلاً بالنسبة لهم- كما اعتقد- وتاريخهم في فن الاغتيالات حافل ولا زالت دماء البعض تفوح منها رائحة المسك…ونحن عندما نرى الضحايا في بعض الأقطار العربية الشقيقة تنزف قلوبنا قبل عيوننا على تلك المناظر وكأننا اصبح وجودنا مرتبط بإحصاء عدد قتلى اشقاءنا ،وتلك مهمة العاجز في زمن القهر والعهر السياسي. فقد دخلت الحرب على سوريا عامها الرابع ولا زال مسلسل الدم يهدر في زمن الصمت، وذاق أهلنا هناك ألوان الذل والمعاناة من اغتصاب وقتل وتهجير ودمار ممتلكات وتراث حتى أصبح القتل سمة بارزة بامتياز… من أتى بالموت لأهلنا هناك ؟؟!!! واضحى القاتل لا يعرف لماذا َيقتل والمقتول لا يعرف لماذا ُيقتل، أي توحش هذا!! وأي عقل شيطاني يدير هذا التوحش؟!!! عن اي حرية يتحدثون وأي ديموقراطية ينشدون؟
نعم أيتها الفراشة، ان الدين رسخ مفاهيم الحرية والحقوق للجميع وحافظ عليها كمنظومة شاملة للحفاظ على البشر وحرياتهم وحقوقهم بكليتها، فلا تخدعونا بما يسمى منظمة حقوق الانسان…
فقد قيل قديماً :” ليس كل ما يلمع ذهباًً ” .
كل ذلك واكثر قد وهبه الله لجميع خلقة ضمن أسس ونواميس سماوية لا تشبه أي قوانين وضعية.
انهم يدخلون أية مناطق يريدون بسط سيطرتهم عليها لاغتصاب ثرواتها من خلال هكذا منظمات عالمية ذات أسماء لامعة تستهوي بعض العقول، نعم لقد دخلوا انوفنا ولوثوا هواءنا وعقول ابناءنا غير المحصنين ضد الثقافات المعادية.
“اذا خانتك قيم المبادئ فحاول ألاّ تخونك قيم الرجولة”
بتلك الكلمات للزعيم الراحل صدام حسين رحمه الله، ختمت اللقاء مع المشاغب أبو وطن .
أتمنى اتساع فهم القطاع الشعبي لما يدور في اقليمنا. فالسياسة لعبة مصالح لا بد من فهمها بعمق، فالرصاص لا يميز حين يقتل وقذائف الموت والدمار لا تحدد – برغبتها – على من تسقط.
انها مرحلة السعي الجاد للوعي المسؤول الشامل وبمستوى الأحداث، انها مرحلة الوحدة والترابط والصمود.
حمى الله الأردن قلعة وعي وصمود في وجه كل التحديات والمؤامرات وأبعد الله عنّا كل الفتن وعن سائر أشقاءنا في وطننا العربي الكبير.
بقلم : د. سعيد أبو جعفر