0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

أهل النفق

  ونحن نعيش نشوة النصر في غزة وما قدمه أبطال المقاومة الربانية من القسام وغيرهم وقد اثبتوا انهم رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر لحظة أخرى إما النص او الشهادة وعلى الرغم الحصار وقلة الحال وتعسر الأحوال وتآمر من حولهم من أبناء جلدتهم من الدول العربية ومن تجمعهم بهم لغة ودين وتاريخ فكل تلك الاواصر والروابط المشتركة لم تحرك ضميرهم وهم يشاهدون القتل والدمار والإبادة لكل شيئا الا ان يقفوا مع الباطل الا من كان من الشعوب المغلوب على أمرها وقدمت ماتستطيع من كلمة او إغاثة أو موقف ولعله جهد المقل ولكن ذلك ينشر المعنوية بين افراد المرابطين.
ولعل الكرامات التي ظهرت في ظلال العصف الماكول لابد من الوقوف عندها فهي دليل حب الله والصدق مع الله ونية محاربة الصهاينة والنظر نحو تحرير المقدسات وفضح المؤامرات وتخليص الارض والانسان فقد طالعتنا الاخبار اثناء الهدنة الاخيرة بقصة حقيقية وليست ضربا من الخيال لافراد القسام الذين احاطت بهم الظروف ان يقعوا في ظلام النفق الذي يقاتلون فيه بفعل القصف ,ليبقوا فيه واحدا وعشرون يوما طعامهم نصف تمرة يوميا وقليل من الماء ظهر فجاة وبرنامجهم الروحي صلاة واستغفار وصيام لم يفقدوا الامل بالنجاة الى ان ارسل الله اليه الفرج بالخروج فكانت مفاجاة للجميع بعد كل هذا ماذا نقول لهم وبماذا نصفهم يعجز اللسان والقلم كم كانت جيوش العرب الذليلة تتنعم بالاكل والشرب وطيب المنام وانتم تعانقون تلك التمرة على وجبتين وما هو حال جنود العرب حماة الانظمة في رمضان سهر على الافلام والمسلسلات وانتم في نفقكم المظلم تصلون وتقومون الليل وتستغفرون وتصممون ان خرجتم على مواصلة الجهاد…..الله اكبر والله إننا نقف امامكم مطأطئين الرأس احتراما وخجلا منكم يااهل النفق وهنا اذكر موقف الزبير بن العوام في اليرموك يقول ابن كثير، وهو يستعرض غزوة تبوك: (وقد كان فيمن شهد اليرموك: الزُّبير بن العوَّام، وهو أفضل من هناك من الصَّحابة، وكان من فرسان النَّاس وشجعانهم، فاجتمع إليه جماعة من الأبطال يومئذ، فقالوا: ألا تحمل فنحمل معك؟ فقال: إنَّكم لا تثبتون، فقالوا: بلى! فحمل وحملوا، فلمَّا واجهوا صفوف الرُّوم، أحجموا، وأقدم هو، فاخترق صفوف الرُّوم حتَّى خرج من الجانب الآخر، وعاد إلى أصحابه. ثم جاؤا إليه مرَّة ثانية ففعل كما فعل في الأولى، وجُرِح يومئذ جرحين بين كتفيه، وفي رواية: جُرح) .
وعن عروة (أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزُّبير: ألا تشد فنشدَّ معك؟ قال: إنِّي إن شددت كذبتم. فقالوا: لا نفعل. فحمل عليهم حتى شقَّ صفوفهم، فجاوزهم وما معه أحد، ثم رجع مقبلًا، فأخذوا بلجامه، فضربوه ضربتين: ضربة على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر. قال عروة: فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا