الى الرئيس باراك اوباما : الناس سواسية في الحقوق
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ : 2/8/2014
الى الرئيس باراك اوباما : الناس سواسية في الحقوق
لم يستغرب احد ان يقوم رئيس اقوى دولة في العالم بالمطالبة بالإفراج الفوري عن الجندي الاسرائيلي المختطف او المعتقل او ألاسير سمه ما تريد علما ان هذا الجندي لم يأتي الى هذه المنطقة في نزهة مع عائلته او صديقته بل جاء ليشارك في هجمة شرسة لامبرر لها على ابناء غزة ومنذ اكثر من خمس وعشرين يوما الى ان وصل عدد الارواح التي ارتقت الى خالقها ما يزيد عن 1600 شهيد و9000 من الجرحى وغالبيتهم بحالات خطرة لغاية كتابة هذه السطور وقد يكون هناك اناس آخرين لانعرف مصيرهم لغاية الان لخطورة الموقف هناك وفي وقت الهدنة الانسانية التي طالب بها المجتمع الدولي لمدة 72 ساعة والتي خرقتها اسرائيل ولم تسمح باستمرارها فكانت حصيلة يوم الجمعه 160 شهيدا ومئات الجرحى حسب ما اوردته وسائل الاعلام العالمية المختلفة وللاسف ايها السيد الرئيس الكل يعلم ان هذه الجرائم لم تكن لتنفذ لولا دعمكم اللا متناهي لاسرائيل والذي لم يكن جديدا على دولتكم وهي أقوى دولة في العالم في هذا الزمان ومن واجباتها الاخلاقية نشر الامن والامان و فرض ما تشاء على باقي الدول دون تمييز لا ان يتم دعم القوي على حساب الضعيف فاستغل رجال السياسة في العالم الغربي واميركا ذلك لدعم اسرائيل بكل ما تحتاجه بحيث جعلتها تسرح وتمرح بارض فلسطين وشعبها وتقتل وتهجر وتسجن من تشاء ومتى تشاء بسبب او بدون سبب والكل يعلم بان هذا الكيان جاء الى هذه الارض العربية الطاهرة بوعد بلفور البريطاني المشؤوم والذي يجب ان تتحمل بريطانيا مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية باعتبارها جريمة بحق الانسانية لانه لايجوز ان تتصرف دولة مستعمرة ( بكسر الميم ) بارض احتلتها لتهديها لمن تشاء ومنذ ذلك التاريخ ولغاية الان فان جرائم هذا الكيان لم ولن تنتهي وما اكتب ليس عليكم بجديد فأطفال العالم يعرفونه كل ذلك يحصل والعالم يلتزم الصمت ويتفرج بسبب الضغط اليهودي على القرار السياسي العالمي وقوة اللوبيات اليهودية في هذه الدول وبكى العالم على بنايات الاونروا التي تهدمت وقد يبدأ بالتحقيق بمن ارتكب جريمة بحقها ومن لجأ اليها والنتيجة معروفة كسابقتها اذا تم ادانه الجيش الاسرائيلي فستسجل على انها دفاع مشروع عن النفس وكأن الانسان الفلسطيني خارج هذه البنايات مستباح دمه ونسمع اسفا منكم وعلى استحياء على قتل المدنيين وعلى اسرائيل ان تتجنب ذلك علما انها تقصفهم بتعمد واصرار وبسلاح امريكي متطور لانها تريد الخلاص منهم لتفرغ الارض لهم ومن يتبقى يصبحون عبيدا وخدما لهم وحجتهم في هذه الهجمة هي اختطاف ثلاثة مستوطنين من سكان المستعمرات الاسرائيلية ولا احد يعرف من خطفهم وقتلهم ولماذا ومن يتابع تهديدات نتنياهو المستمرة قبل الخطف يعرف بانهم يريدون أي حجة للهجوم على غزة فكان لهم ذلك علما ان عملية خطف المستعمرين قد تكون سيناريو لفيلم اسرائيلي مفبرك هدفه ما يحصل الان كل هذه الاشياء تقع وسيقع اكثر منها بسبب تواطؤكم معهم وغض الطرف عنهم وتأييدكم لهم ومنعكم لصدور أي قرار اممي يدين هذه الجرائم بسبب حقكم بالفيتو الذي هو تمييز عنصري قانوني بين الدول وليته يتعامل مع الحق بصدق واخلاص بل ترتكب باسمه الاف الجرائم بحق الانسانية التي يجب ان تحيا بأمن وسلام على الكرة الارضية وكما قال الله تعالي في كتابه الكريم الذي سمعتكم تستشهدون ببعض اياته احيانا :
( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) ) صدق الله العظيم
فترك العقوبة والمكافأة له وليس للانسان لذا فاني اناشد فيكم ضميركم الذي تتكلمون وتتباكون به على هذا الجندي الذي جاء ليقتل ابناء غزة ولن أستجديكم بان تقفوا ولو لمرة واحدة مع الحق لان كل هذه الارواح الفلسطينية التي تزهق ستسألون عنها امام الله ومعلقة برقابكم ورقاب ساسة العالم الذين يبيحون قتل الفلسطيني المحتلة أرضه ويتباكون ويصرخون من اجل اسرائيلي واحد وهو جندي ومن حق الطرف الاخر ان يعتقله او يخطفه اذا سمحت له الفرصة فالانسان هو الانسان ولايجوز التمييز بينهم فلاتزيدوا كراهية العرب والمسلمين لكم علما انت تعلم جيدا بان الاسلام دين المحبة والمساواة فلن ينفعكم امام الله احد يوم السؤال فسيكون عذابكم اشد من عذاب اسرائيل نفسها لانه كان بمقدوركم فعل شيئا فتذكر الالاف ممن قتلوا وجرحوا في فلسطين قبل ان تطالب بالافراج الفوري عن الجندي وتهدد بهدر الدماء وكأن كل هذه الارواح التي ازهقت ودماؤها التي نزفت وبضوء اخضر وموافقة منكم لم تكن هدرا واعلم ما ضاع حق وراؤه مطالب به ليلا ونهارا .
الكاتب المهندس رابح بكر
الاردن – عمان
Rabeh_baker@yahoo.com