انهم يرقّصون السيارات !!
قد يستغرب البعض منا ان هنالك سيارات ترقص ولكن واقع الحال يشير الى انه فعلا هنالك سيارات ترقص في بعض احياء عمان اسوة بالمياه التي ترقص في دبي على انغام الموسيقى ولكن الفارق كبير فالمياه الراقصة في دبي وجدت لاستقطاب السياح وكمنظر ممتع وجاذب اما تلك السيارات التي ترقص في احياء عمان فهي تبدا الرقص عادة بعد خروج بعض الشباب من النوادي الليلية مع اقتراب صلاة الفجر حيث يبدأوا بعرض حركات بهلوانية صوتها مزعج جدا وتشكل خطرا على من يستخدم تلك الطرقات في تلك الاوقات ومن باب الحق فان الحكومة لا تتحمل جانبا كبيرا من المسؤولية حيال تلك التصرفات لان من يقوم بترقيص تلك السيارات ليسوا موظفي حكومة ولا حتى شباب درسوا في مدارس التربية قبل التعليم ولكنهم شباب تتلمذوا في بعض من تلك المدارس الخاصة والتي يشكل رسم الطالب الواحد فيها ما يزيد على راتب امين عام وزارة بتمويل من ذويهم ودعم مطلق ايضا وقد يكون جزء من تلك الاموال التي ترقص تلك السيارات هو من مال الشعب الذي تم السطو عليه خلال الاعوام السابقة بفعل الفساد والمحسوبية وغياب القانون والعدالة وما يؤسف حقا ان الحكومة ما زالت تحتضن وتقدم الدعم المطلق لتلك المنظومات الفاسدة وتشهر ايضا سيوفها نحو رقاب الشرفاء والاصلاحيين فمن غير المعقول ان يتمتع اولئك المزورون والمهربون والمختلسون بتلك النعم العائدة للشعب اصلا كونهم فوق القانون وتطبق القوانين على اولئك البسطاء الذين يسعون لتأمين رغيف الخبز لابنائهم انها العدالة الحمقاء التي ما زالت تخيم علينا في جو داكن من الحقد والكراهية بات يسود بيننا وفق اجراءات حكومية غير ناضجة وغير واقعية وانني هنا اتشرف بدعوة شباب محافظات معان والطفيلة والمفرق وعجلون وباقي المحافظات الاخرى ممن لديهم الرغبة في مشاهدة ترقيص السيارات قبيل صلاة الفجر ان يستأجروا حافلات ويزوروا عمان في احدى الليالي لكي يتمتعوا بذلك المشهد الراقص واللاانساني والذي يسبب الازعاج لسكان عمان ويقارنوا تلك الاجواء مع الاجواء الحياتية التي وفرتها لهم الحكومة من بطالة وضنك عيش وادعوا ايضا اولئك الشباب الذين يرقصون سياراتهم بضرورة ان يخطوا خطوة جديدة الى الامام من خلال تأسيس نادي للسيارات الراقصة او جمعية لترقيص السيارات لكي تنال الدعم الحكومي والتمويل من الهيئات الدولية بغية مزيد من الازعاج للمواطنين , واننا هنا نتسائل اين ذوي اولئك الشباب ؟؟ ولماذا يلقوا بابنائهم في الشوارع بهذه الطريقة البشعة ؟؟ واين القوانين الناظمة والتي من المفترض ان تتدخل وتضع حدا لذلك السلوك المزعج للاخرين !!! فالقانون يقول تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين ولكن يبدو اننا لم نعد ننعم لا بالقوانين ولا بالحرية !!
سائلا العلي القدير ان يحسن قوانيننا وان يحسن اداء الموظف الرسمي ويهذب اخلاقيات ابنائنا لما فيه خير الاردن وخير الشعب انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين