0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

جنوب الأردن …من سيىْ إلى أسوأ في نقص المياه

 
 (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)
إن حق الإنسان بالماء مهم لاستمرار الإنسانية ، فإن هذا الحق الإنساني البسيط والأساسي أصبح حلم يراود كل الأردنيين وخاصة أبناء الجنوب وتتعامل معه الحكومة كنوع من الترفيه أو صدقة تمنحها للشعب و ليس كحق يجب أن تناضل وتتعب من اجله،و بوفرة الماء تتوفر أسباب ومقومات البناء والتقدم و يشعر فيه الفرد بإنسانيته وعزته وكرامته واستمرار صحته بينما عدم توفير المياه يؤدي إلى لجوء الموطن إلى موارد ملوثة وغير صحية عن طريق الصهاريج التي لا يعرف مصدرها مما قد تهدد حياة الإنسان، وقد تتسبب في نهايته، بالإضافة إلى ذلك فإن العطش يؤثر على المواطن ويشل قدرة المواطن،فأصبح الهم الوحيد للمواطن في الجنوب وباقي المحافظات الأخرى هو توفير مياه سليمة بالرغم من أن معظم آبار المياه وأكبرها تتواجد في محافظات الجنوب فأصبحت مشكلة من حيث تلوثها أو انقطاعها لفترات طويلة الأمر الذي أرهق المواطنين في البحث عن وسائل بديلة .

ويضاف إلى ذلك مشكلة وجود الكلور لتعقيم المياه ،الأمر الذي قد يتسبب في إصابة المواطنين بالفشل الكلوي وتليف الكبد و السرطان و غيرها من الأمراض المستعصية ، وبالرغم من تأكيد العديد من الدراسات على مخاطر استعماله في المياه المخصصة للشرب، بل وامتناع دول العالم المتقدمة عن استخدامه ، أما في الأردن فمازال المسئولون مصريين على استخدامه بدعوى فعاليته في القضاء على الميكروبات متناسين أنه لا يقتل البكتيريا فقط، و إنما يقتل البشر أيضا ..!! .
وفي عام 2013 بدأت وزارة المياه والري بسحب وجر مياه الديسى الواقعة ضمن حدود محافظة العقبة والتي تعتبر من أجود وأنقى مياه العالم إلى العاصمة عمان ليشرب منها العماني ويراها ابن الجنوب فقط ، إن مياه الديسى التي جروها إلى عمان لا تحتاج إلي كلور لتعقيمها حتى باتت عمان تغرق بمياه الديسى ذو المواصفات الجيدة وتم تزويد خط المؤدي إلى عمان الغربية مكان سكن كبار المسؤلين والمتنفذين الذين يشربون المياه الصافية النقية ويملأ ون برك السباحة لكي يسبحوا في بركهم للتخفيف عليهم لهيب الصيف والاستمتاع والاسترخاء بالسباحة في بركهم لكي ينسوا الهموم اليومية التي ألمت بهم من متابعة هموم الوطن والمواطن والمضحك والمبكي في نفس الوقت بأن الحكومة عندما سحبت أو جرت مياه الديسى إلى عمان وأغدقت برك المسؤولين في عمان الغربية ،فقد عطشت معان والطفيلة والكرك من قلة المياه ولكن للأسف الشديد لم تسحب الحكومة خطوط مياه لتلك المحافظات معان والطفيلة والكرك ولو خط 1/2إنش بل هناك وعود وهمية في المستقبل لتزويد الجنوب مصدر مياه الديسى بخطوط مياه والله اعلم متى يتم ذلك . وأخيراً فأن مشكلة نقص المياه لا تكمن في سوء استخدامها أو عدم الترشيد وبالرغم من شح مصادرها وإنما تكمن في سوء إدارة هذا الملف الخطير من قبل الحكومات الأردنية المتعاقبة .

كان الله في عون المواطن الأردني في تحمل قلة المياه وكثرة العطش والله نشفوا ريقنا من قلة المياه …..

حاتم محمد المعايطة