جاهات الاعراس والمشاورات النيابيه
جاهات الاعراس طقوس اجتماعيه تكاد تكون بلا مضمون تقضي بالتآم فريقين يمثل احدهما العريس ويمثل الاخر العروس . تبتدأ الطقوس بتقديم القهوه للمكلف بطلب العروس ليعمل على القاء خطبة درج الخطباء جميعا على تكراراها يشيدون فيها بمناقب العروس واهلها , وتتطرق لامور اخرى تتعلق بشؤون متعدده .
اتذكر موقفا طريفا جرى في احد هذه الجاهات حين سألني احد اعضاء مستقبلي الجاهه : من هو ابو العروس ؟ رغم انه من المستقبلين معه ! الامر الذي يعني عدم اهتمامه ومعرفته بالتفاصيل . وفي جاهة اخرى ابتدأ الملكف بطلب العروس خطبته قائلا” : ( نصادق كجاهة على ما جرى الاتفاق عليه بين اهل العروس واهل العريس ونبارك هذا الاتفاق ). الامر الذي يعني ضمنا ان الجاهة وطقوسها مجرد طقوس جرى التعارف عليها لا تعدو كونها شكليات لا تضيف ولا تنقص شيئا فالاتفاق قد تم بكافة تفاصيله بين الاطراف المعنيه .
المشاورات النيابيه لاختيار رئيس الوزراء هي في الواقع مصادقه على ما سيجري / او جرى الاتفاق عليه , وهي مسرحية هزلية مكشوفه فالقديم على قدمه , والمقدمات تشي بالنتائج . والا فبماذا نفسر النية لشراء الغاز من العدو الصهيوني ونرفظ العرض الايراني السخي بتوفيره بشروط ميسره ؟ وبماذا نفسر طي ملفات الفساد ؟ وبماذا نفسر ثقة ال 111 ؟ وبماذا نفسر تصريح خالد طوقان بان خيار النووي استراتيجي برغم قرار مجلس النواب بالتوقف عن السير بالمشروع والتوقف عن تمويله الى آخر سلسلة هذه التساؤلات .
المواطن معني بتخفيض الاسعار والضرائب وتوفير فرص عمل للعاطلين والارتقاء بالتعليم والصحه والخدمات التي اتضح انها خديعة كبرى لن تتمكن من مجابهة ظروف طقس تستمر اكثر من 24 ساعه كما انه معني بتوفير العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانيه والسكن الكريم الذي اعلن عنه وتبين انه لم يكن كريما , المواطن معني باسترداد ارادته السياسية المسلوبه , لا بمسرحيات درج النظام على ابتكارها كالانتخابات المهزله , وتطويرها كمسرحية المشاورات النيابيه , تكرس بؤسه ومهانته وفقره والاستبداد به .
ان بنية النظام السياسي الاردني لازالت على حالها , تؤدي دورها الوظيفي في خدمة المشروع الامبريالي الصهيوني , وهذه البنيه تحول دون التصدي للتحديات الحقيقيه التي يواجهها شعبنا الاردني , وهي التحرر الوطني من الانتداب الامبريالي الاميركي ,واسترداد الارادة السياسيه , وبناء الاردن المنتج , واستغلال الثروات الكامنه واسترداد المقدرات المنهوبه ومحاسبة الفاسدين , والدفع بالقوى والحياة سياسية لتصبح قادرة على النهوض بالوطن , وقيادة الجماهير وتعبئتها والذود عن مصالحها , ببساطة لان وظيفة النظام وبنيته وآلته هو الحيلولة دون كل ذلك .
الانتخابات النيابيه بموجب الصوت الواحد انتجت نفس الخلطه من الوجوه واعادت تكرارالمشهد , والمشاورات النيابيه هي مصادقة على ما اتفق عليه . و هذه المسرحيات هي استهانة واستخفاف بوعي شعبنا ومصالحه وشراء للوقت لن تحول بحال دون تفجر التناقضات ودون تعميق الازمة الاقتصادية والاجتماعية الطاحنه