0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

تجارنا وتجارهم في رمضان المبارك

 
 
من الناحية التجارية فان حلول شهر رمضان فرصة لن تتكرر الا مرة واحدة في العام فيعتبرونه التجار كنزا ثمينا لا بد من استغلاله فيلجؤون الى زيادة الاسعار واستيراد كميات كبيرة من سلعهم وخاصة المواد الغذائية التي يكثر الطلب عليها على الرغم انه من المفروض ان يتفرغ المسلم الى عبادته والتقرب الى الله اكثر لانه شهر العبادة والصبر والشعور بالفقراء وغيرها من الفضائل التي انعم الله بها علينا ، وما دفعني ان اكتب هذا المقال ما قرأته عن سلوك بعض التجار في دولة بعيدة عن الدول الاسلامية وهي كندا ذات الاغلبية المسيحية وبشعورهم بالجالية المسلمه عندهم فانهم يقومون بتخفيض اسعار السلع الاساسية التي يحتاجها الصائم طواعية دون توجيه او امر من حكومتهم مثل التمور والحبوب بمختلف انواعها والخضار وغيرها ويزيدون بكتابة جملة ( رمضان كريم ) على لوحة الاسعار لكل صنف وتفسير ذلك انها مشاركة وشعورا منهم بالجالية المسلمة وما تحتاجه اجسامهم من طعام وشراب تعويضا لساعات الصبر على الجوع والعطش امتثالا لامر من اوامر الله سبحانه وتعالى وبالمقارنة مع ما يحدث في الدول الاسلامية التي تعلم اهمية هذا الشهر فاننا وللاسف نجد بان الاسعار تتضاعف كثيرا بحيث يصبح من كان يستطيع الشراء في الايام العادية لايقدر على ذلك الا بكميات قليلة فكيف هو الحال بالفقراء والمساكين ؟؟؟ ولو قارن تجارنا مبيعاتهم في هذا الشهر مع اشهر السنة الاخرى يجدوها اقل وبالتالي فان ارباحهم تكون اقل نتيجة للجشع الذي ينتابهم ولو اتبعنا نظرية ( الربح القليل والبيع الكثير ) لكانت نتيجة ارباحهم تفوق ما يحصلون عليه من زيادة الاسعار وهو مايتناقض مع اوامر الله جل جلاله في هذا الشهر ولو اخذنا اللحوم كمثال لطمع التجار فمن المؤكد بان اغلبية الناس ( لا اقصد اصحاب الاموال والنفوذ والمسؤولين ) قد نسو شيء اسمه اللحوم الحمراء منذ سنين ولا يرونها الا على شاشات التلفزيون وفي المجلات والجرائد ولولاها لتوقعوا بان الاغنام والماعز والبقر والجمال قد انقرضت فتخيل يامن تقرأ هذا المقال وقارن تجار كندا الغير مسلمين مع تجارنا الذين يملؤون المساجد ولايقطعون فريضة للصلاة وحديثهم قال الله وقال الرسول واضف الى اللحوم الحمراء الدجاج والخضار والارز حتى اصبح منسف اللحم منسفا للدجاج وبدلا من وضع رأس الخروف يعتلي الارز وتتصارع ايدي الاكلة عليه اصبح رأس الدجاجة الذي لايتعدى حجمه حبة صغيرة من البندورة ان وجد هو من يعتلي الرز وتتقاذفه الايدي بعيدا .
ننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر في كل سنه لما له من شعائر دينية عظيمة وفضائل لا توجد في اشهر اخرى ولكن ما ينغص علينا حياتنا ارتفاع الاسعار الجنوني لينتابك شعور بأن هذا الشهر للطعام والشراب بالدرجة الاولى وباقي العبادات عادات روتينية يتداولها الناس فليس هذا هو رمضان المبارك الذي فرضه الله علينا وليتعلم التجار في الدول الاخرى منا بدلا من ان نتعلم منهم ولا نطبق شيئا على ارض الواقع وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بالف خير .

الكاتب المهندس رابح بكر
 
Rabeh_baker@yahoo.com