عمان تستغيث وتستنجد !!
انني بالتاكيد لا اقصد بعمان تلك المرأة التي استغاثت بالمعتصم ولكنني اقصد عمان تلك العاصمة الحبيبة والتي نتمنى لها النمو والتطور والازدهار الذي تستحقه منا فها هي مستمرة في الاستغاثة منذ سنين لانها شعرت وتأكدت بأن التطور البسيط الذي طرأ عليها لم يكن بفعل التخطيط الحكومي بل كان بفعل امكانيات وقدرات سكان عمان انفسهم فهم من شيدوا تلك البنايات الجميلة وهم من زرعوها بالاشجار الجميلة ايضا وهم من شيدوا الارصفة امام تلك الفلل واقتصر الدور الحكومي على عدم صيانة شوارع عمان ولا تجديد ارصفتها في المناطق القديمة ولا حتى المحافظة على نظافتها على الرغم من ان حجم الكادر الوظيفي المهول لموظفي امانة عمان يستطيع باعداده تغطية ثلاث عواصم كعمان
ان النمو الذي طرأ على العاصمة عمان كان من الممكن ان يكون افضل بكثير لو ان الحكومات المتعاقبة اعطت من وقتها ومن فكرها جزءا بسيطا لتطوير عمان وانني هنا اسأل الحكومة لماذا لا يكون هنالك تخطيط لمدن ملاصقة لعمان بحيث تزحف عمان باتجاه هذه المدن وانا متأكد ان المستثمرون جاهزون لاعداد جميع البنى التحتية لهذه المدن وعلى نفقتهم الخاصة بغية السماح لهم بزيادة حجم استثماراتهم ؟؟ ولماذا لا تقوم الحكومة بنقل المجمعات الحكومية الى اطراف عمان ؟؟ ولماذا لا تقوم الحكومة بالبدء بتحويل منطقة الجيزة لكي تصبح كعبدون-عمان ؟؟ ولماذا لا تسمح الحكومة ببناء الابراج على اطراف عمان لكي تصبح عمان الحالية هي عمان القديمة ؟؟ ولماذا لا تسمح الحكومة بترخيص شقق صغيرة الحجم بدلا من اجبار فردين لشراء شقة تزيد عن حاجتهم بكثير ؟؟
ان المجال لا يتسع لطرح اسئلة كثيرة على الحكومة وكان بامكان الحكومة ان تتدارسها في اوقات سابقة وتجيب عليها وتنفذها وتكون سببا في اجابة استغاثة عمان
انظروا الى التخطيط الحكومي العشوائي لعمان ماذا فعل بنا !! ها هي ازمة الدوار السابع تزايدت وها هو شارع الوكالات في غرفة الانعاش وها هي الشوارع الرئيسية تعاني من اختناقات مرورية تؤدي بالضرورة لزيادة فاتورة الطاقة وهدر وقت المواطن والحكومة في آن واحد وها هي ابراج الدوار السادس باتت ملاذا للطيور والحيوانات الصغيرة التائهة ومستشفيات ولادة للقطط وها هو شارع الجامعة الاردنية نصفه مغلق بسبب توقف المشروع وعدم البت به !!
ان مشاكل عمان وامراضها بحاجة الى تشخيص وطني صادق وغير متخبط ويستند الى فكر نير واستراتيجيات متقدمة بعيدا عن فكر الشخص الواحد وبعيدا عن التخطيط السريع والغير مدروس وبعيدا عن المحاباة اذا ما كان هنالك جدية لدى الحكومة باعمار عمان والتباهي بها
اعتقد ان احد اهم اسباب فشل الحكومة في التخطيط للتباهي بعمان انها لا تشارك القطاعات الخاصة والمستثمرون واصحاب الخبرات من القطاع الخاص ولا تجلس اليهم ولا تستمع لهم ايضا ولطالما انها بقيت كذلك فلن يكتب لنا ان نتباهى بعمان وستبقى صيحات عمان مدوية في السماء لحين مجيء معتصم جديد يتلقف تلك الصيحات ويفزع لعمان واهل عمان سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي عمان انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين