0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

أسئلة متعددة تتردد في الأوساط الشعبية والسياسية عن هذا التنظيم داعش

 
 وصول مقاتلي «داعش» إلى الحدود السعودية العراقية الاردنية ، مع ما يعنيه ذلك من تواصل جغرافي مع عناصر تنظيم القاعدة في المملكة، وتمثل الأزمة التي يعيشها العراق مصدر قلق لكل الدول المحيطة به، وخصوصاً مع فقدان القوات الأمنية العراقية، السيطرة على معبر طريبيل مع الأردن لمصلحة مسلحي «داعش»، ما أثار الذعر على الجانب الأردني , حتى سوريا التي تعاني الإرهاب المتفشي منذ أكثر من ثلاث سنوات، قلقة من سيطرة «داعش» على معابرها مع العراق، لكن تقدم مسلحي «داعش» باتجاه معبر طريبيل، طرح أسئلة جدية عن نية التنظيم استكمال مسيره باتجاه الأراضي الاردنية ، وكان عناصر «داعش» قد انتشروا على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، بعد سيطرتهم على جميع المنافذ الحدودية، بمساندة العشائر الأنبارية. ما يزال تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ (داعش) يفاجئ كثيراً من النخب السياسية والمثقفة العربية، وحتى الرأي العام، منذ ظهوره السريع في المشهد السوري، ودخوله في مواجهة مع أشقاء الدعوة سابقاً (جبهة النصرة)، وصلت إلى معارك دامية بينهما، وصولاً إلى اللحظة الراهنة من الانتصارات المتتالية السهلة على قوات المالكي والسيطرة على عدد كبير من المحافظات العراقية. ثمّة أسئلة متعددة تتردد في الأوساط الشعبية والسياسية عن هذا التنظيم. لكن أهمّ هذه الأسئلة تتمثل، أولاً، في طبيعة الخلافات والفرق بينه وبين ‘القاعدة’؛ فيما إذا كانت أيديولوجية أم تكتيكية. وثانيا، في طبيعة العلاقة مع إيران؛ فيما إذا كان هناك فعلاً تقاطع مصالح أو توظيف متبادل بين الطرفين، أم أنّ التنظيم مجرد ‘لعبة إيرانية’ تستخدم لتحقيق الأهداف المطلوبة بصورة معكوسة، أي من خلال ‘اختلاق الخصوم’! تكمن المفارقة هنا في أنّ تنظيم ‘داعش’ وُلد أصلاً خارج ‘القاعدة’، عندما أسس الأردني أبو مصعب الزرقاوي جماعته ‘التوحيد والجهاد’ في العراق، بعد الاحتلال الأميركي مباشرة. ثم اضطر الزرقاوي، لاحقاً، إلى إعلان البيعة لأسامة بن لادن، وانضم للقاعدة، بعدما فضح شيخه الروحي أبو محمد المقدسي الخلافات بين الزرقاوي و’القاعدة’، ووجه انتقادات غير متوقعة له. بالرغم من دخول الزرقاوي للقاعدة وصعود نجمه، في اللحظة التي كان يختبئ فيها قادتها المطاردون عالمياً، إلاّ أنّ بن لادن والمجموعة القيادية أدركوا تماماً أنّ الزرقاوي يسير في خطّ أيديولوجي وواقعي مختلف بدرجة كبيرة عن ‘القاعدة’؛ فهو أكثر تشدداً وتزمّتاً في النظر إلى الواقع السياسي عبر لونين اثنين فقط؛ أبيض أو أسود، ومجموعته أكثر تشدداً دينياً. وهو يتوسع في عمليات التفجير، وفي التكفير والقتل لمن يختلف معه، ولديه تصور مختلف عن ‘القاعدة’ المركزية في التعامل مع إيران وإعطاء الأولوية لمقاومة المشروع الشيعي، بينما ‘القاعدة’ المركزية تركّز على المفهوم العالمي للصدام وأولوية المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية. أبقى بن لادن الخلافات مكتومة مع الزرقاوي، ولم يعلنها؛ إذ كان يحاول احتواءه من جهة، وتجنب صدمة الانشقاق والاختلاف داخل ‘القاعدة’ من جهة أخرى. ولم تكن ‘القاعدة’ تشعر بارتياح للصدامات التي دخل فيها الزرقاوي مع الفصائل الإسلامية المسلحة في العراق، ولا الخطوة المفاجئة بالإعلان عن إقامة ‘الدولة الإسلامية في العراق’ على رقعة المحافظات السنية، وتعيين وزراء ومسؤولين، بعد أن بايع الزرقاوي نفسه أمير الدولة. مع تأسيس ‘الدولة الإسلامية’، اعتُبرت ‘القاعدة’ جزءاً منها لا العكس. وربما هذه القضية الخلافية ستأخذ لاحقاً صدى كبيراً بين أتباع ‘القاعدة’ و’جبهة النصرة’ في سورية وأتباع ‘داعش’، في النقاش بشأن من هو الذي نقض البيعة من الطرفين. وهو نقاش تترتب عليه في هذا الفضاء الأيديولوجي والديني أحكام واقعية كبيرة، منها ‘استحلال القتل’! لم يؤدّ مقتل الزرقاوي إلى نهاية الخطّ الجديد الذي رسمه في مسار السلفية الجهادية وأنصار ‘القاعدة’، بالرغم من أنّ دولته تراجعت في العراق ودخلت في صدام مع القوى السنية الإسلامية، وبرزت الصحوات في مواجهتها، وكادت أن تتلاشى خلال الأعوام الماضية. إذ إن خلفاءه حافظوا على منهج الزرقاوي بقوة، بينما كان زعيم القاعدة أسامة بن لادن يقوم بمراجعات كبيرة، عشية مقتله، لمسار ‘القاعدة’، ويحاول الاتجاه نحو قدر أكبر من الاعتدال، ما زاد شقةّ الخلاف بين الطرفين. إذن، سورية كشفت المستور بعدما برزت إلى السطح الخلافات بين ‘داعش’ وبين ‘القاعدة’ (معها ‘جبهة النصرة’)، لكن بعدما أصبحت ‘داعش’ نفسها على درجة من القوة والتأثير في الأجيال الجديدة، في سورية والعراق وخارجهما، بما قد لا يتوافر لقيادة ‘القاعدة’ نفسها. أثار إعلان مريب لـ الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش بثته وكالة الأنباء الألمانية ، قلق العاصمة الأردنية عمان، بعد أن زعم شخص يدعى أبو محمد البكر أن الأردن سيصبح جزءاً من الدولة الإسلامية الذي يريد التنظيم إقامتها ، معلناً إنشاء فرع لدى المملكة لتجنيد مقاتلين وإرسال أسلحة إلى العاملين في البلدان المجاورة، وعلى رأسها العراق. ولم يمضِ يوم واحد على هذا الإعلان، حتى ترأس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اجتماعاً لمجلس الوزراء، أكد خلاله اطلاع الأردن على تطورات الأوضاع في المنطقة ، قائلاً في تصريح مقتضب بثته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الأردن قادر دوماً على اتخاذ الإجراءات التي تحمي شعبه وأمنه واستقراره . وكانت الوكالة الألمانية نقلت عن أبو محمد البكر قوله إن الأردن جار العراق إلى الغرب، سيستخدم كمركز للخدمات اللوجيستية ، مؤكداً أنه لا يُعتزم شن هجمات على المملكة نفسها في الوقت الراهن. وأضاف أن هدف الدولة هو إقامة الخلافة الإسلامية، سواء من خلال وسائل عسكرية أو غير عسكرية . وتابع بمرور الوقت، وبغض النظر عن أي مسار، فإن الأردن سيصبح جزءاً من الخلافة الإسلامية وفقاً لمشيئة الله . لكن زعيم السلفيين الجهاديين في جنوب الأردن محمد الشلبي الشهير بـ أبو سياف نفى إنشاء فرع لتنظيم الدولة على الأرض الأردنية. وقال لـ الحياة لا يوجد نية إطلاقاً لافتتاح فرع لتنظيم الدولة داخل الأردن، لا لدعم المقاتلين الإسلاميين في دول الجوار، ولا لأي أسباب أخرى . و ليس من مصلحة التنظيم توسيع دائرة المواجهة ونقلها إلى المملكة تحت أي مسوغ ما ينشر من أخبار حول إنشاء فرع أردني لتنظيم الدولة الإسلامية يبعث على القلق نخشى أن تؤدي هذه الأخبار والإشاعات إلى حملة اعتقالات جديدة في صفوف السلفيين الأردنيين . وكان التيار السلفي الأردني أعلن مراراً تدفق المئات من مقاتليه إلى سورية، وانخراطهم في المواجهات ضد الجيش السوري . وكشف التيار في آخر إحصائية له، أن هناك أكثر من ألفي مقاتل أردني يتوزعون على الكتائب التابعة لـ «جبهة النصرة» و «داعش». وتحاول الحكومة الأردنية منع هؤلاء من عبور الحدود للانضمام إلى المعارك، التي طال أمدها. واعتقلت السلطات مئات السلفيين قبل تمكنهم من الوصول إلى سورية، ويحاكم بعضهم الآن أمام محكمة أمن الدولة. وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي خلال جلسة استماع أمام البرلمان حدود الأردن مع العراق وسورية، باتت بيئة مناسبة لتنامي التطرف. على المجتمع أن يساهم في محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة، حتى لا تجد الدولة نفسها مضطرة في المستقبل لمحاربته بقوة السلاح .

بقلم جمال ايوب