عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

الحلم الإمبراطوري.. ما قصته؟

 

وكالة الناس – خالد الروسان

عبّر إمبراطور اليابان قبل أيام، عن ندمه الشديد بسبب ماضي بلاده في الحرب العالمية الثانية، وذلك بمناسبة مرور 75 عاماً على استسلام اليابان في تلك الحرب، وقال: أتعشّم بصدق ألا تتكرر ويلات الحروب مرة أخرى، حيث أبدى أسفه لما جرى آنذاك، ولكنّه لم يعتذر عمّا تسببت به بلاده من الأذى للآخرين.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتربّع الولايات المتحدة على عرش النظام الدولي، بدأ تفكير الساسة الأمريكان يتجه نحو إحكام النفوذ والسيطرة على العالم، حيث جرى الحديث حينها عن دخول أمريكا ما يعرف بـ«العصر الإمبراطوري»، وقُدّم ما سُمّي مشروع القرن، وبُرّر ذلك لأنها تملك قوة متعاظمة وتسيطر على كل بقاع الأرض وعلى الفضاء، وربما تكون أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ، وكان المحافظون الجدد قد دشّنوا عصرها الإمبراطوري بغزو أفغانستان والعراق.

لقد شهد التاريخ عدة إمبراطوريات، كالتي كانت للإغريق والرومان والفرس والصين والمغول وغيرهم، وحديثاً كانت بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وبعد فشل هتلر في تأسيس الإمبراطورية الجرمانية، حلمه الكبير، ورثت الإمبراطورية السوفياتية والأمريكية مثيلاتها الأوروبية، وهذا الحلم يداعب الصينيين اليوم، وقد اختاروا مشروع طريق الحرير الجديد كتعبير عن ذلك، ويراود هذا الحلم الروس والهنود والاتحاد الأوروبي، وتسعى الدولة العبرية كذلك لإنشاء ما يعرف بإسرائيل الكبرى، حتى إثيوبيا تحلم بهذا، وغيرهم الكثير.

إنه عُرف بشري، ما أن تبدأ قوة أي دولة بالتعاظم، ويصبح عندها «فائض قوة» حتى تشرع بالتوسع خارجياً، لكنّ المفارقة اللافتة، أن معظم الإمبراطوريات في التاريخ القديم والوسيط والمعاصر آلت إلى التفكك والانهيار والزوال، وقد فسر قانون ابن خلدون الخاص بأعمار الدولة ومراحلها ذلك، وأمّا قيام إمبراطورية على أنقاض أخرى، فشرحه قانون تاريخي آخر، يُسمى «وراثة الحضارات».

لكن هل فعلاً، وكما جاء على لسان إمبراطورها، لن تعود اليابان إلى التفكير مجدداً في هذا الأمر؟ إن طلب حكوماتها المتعاقبة من البرلمان الياباني السماح لها بالمشاركة العسكرية الخارجية وتطور صناعتها العسكرية، ووجود جزر لها محتلة من قبل روسيا، ومحاولتها التخلص من الحماية الأمريكية، وتعاظم قوة الصين، ندها التاريخي، وذهاب العالم، ربما إلى نظام متعدد الأقطاب، وخضوعها كما غيرها لسنن البشر وقوانين التاريخ، يدل ربما على أن كلام الإمبراطور مؤقت ومحكوم، فقط، لظروف دولية فُرضت على بلاده!