عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

مواصفات رمضان في الأردن

 
  
 
 
في نهاية حزيران سوف يأتينا زائر يحمل في معناه مجمل صفات التآخي والشعور بالآخر …يحمل معنى الالتزام بالترشيد الاستهلاكي..فيه طعم ُبغض الاسراف والتبذير. تلك المعاني الحقيقة تتجسد في من فهم المراد الحقيقي للصيام لأنه في النهاية “ان الله غني عن العالمين” .
ولكن من يتأمل رمضان في الأردن وربما في كل البلاد العربية فإنه يرى مواصفات عجيبة مغايرة تماماً لما أراده الخالق عز وجل ، فمثلاً:
اذا رأيت جحافل المواطنين امام المخابز فلا تفزع فذلك ممارسة حق الفشخرة للحديث في السهرة عن معاناتهم في الوقوف ساعات لشراء قطايف (هيرو رمضان)،واذا زادت الازدحامات المرورية والاختناقات – غير المبررة- بكل شوارعنا فاعلم بأنك تعيش احدى طقوس رمضان في الأردن….اذا رأيت رقم( 8 او 11 ) مرسومة على وجوه معظم الأردنيين فأعلم بأن رمضان زارنا….اذا تعالت الزوامير من كل حدب وصوب وفي كل الطرقات فاعلم بأنك تعيش نهار رمضان…..اذا رأيت الحاويات تفيض وتجأر: كفى لقد اتخمتمونا مما فاض من أطعمتكم، فذلك بركات الناس على رمضان….اذا اصابك تلوث سمعي وربما صمم من اصوات المفرقعات- والتي صدر فيها قرار منع استيرادها للأردن- بعد آذان المغرب وحتى الثانية صباحاً فاعلم بأنك تمارس السهرات الرمضانية قهراً ورغما عن ارادتك …..اذا رأيت الأسواق بعد العاشرة مساءً تعج بالناس يتمشكحون من محل الى محل ومن مول الى مول فاعلم بانك تعيش التسوق الرمضاني…اذا طارت اسعار الخضار والمواد التموينية ولم يستطيع المواطن الا ان يركّب اجنحة للوصول اليها، فاعلم بأنك تعيش استقبال(بركات رمضان) ، واذا اتخمت محال الملابس بالناس والمارة فاعلم بأن رمضان مضى نصفه وهو اشعار بأن سياط الأسعار ستصليك بلهيبها وستأتي على ما في جيبك .
وبعد، الى متى سنبقى ُنسيء فهم العبادات ولا نصل الى مضامينها الانسانية العميقة ؟
والتي منها الثقافة الاستهلاكية والاقتصاد والشعور بنعمة الله والحس الانساني الصحيح مع اخيه الانسان الفقير والمعدم ، واعادة برمجة الجسم البشري السنوي على نظام غذائي صحي .
حمى الله المواطن من سموم الأغذية الفاسدة، وكل عام والوطن قيادة وشعباُ بألف خير.
بقلم: د. سعيد أبو جعفر