رحلة الاسراء والمعراج درس وعبرة

توالت على رسول الله قبيل حادثة الاسراء والمعراج حوادث وازمات من قبيلة قريش بعد ان فقد  الرسول ظهيره ونصيره عمه ابو طالب وفقده لشريكة حياته السيدة خديجة حيث كانت له السند القوي على تحمل المصاعب في تبليغ دعوته وسمي هذا العام عام الاحزان.جاءت رحلة الاسراء والمعراج تطييبا لخاطر الرسول وشد أزره والتخفيف من آلامه واحزانه  والتعذيب الذي كان يلقاه من سفهاء القوم من قبائل قريش .حادثة الاسراء من المعجزات الربانية والعظيمة التي تدل على قدرة الله عز وجل ووحدانيته .لقد اكرم الله عز وجل رسوله بمعجزة لم يسبق لبشر ان حظي بها.عندما عاد الرسول من رحلته اخبر الناس بما حدث له فصدقه المؤمنون وكذبه المشركون وطلبوا منه ان يصف لهم بيت المقدس..فرضت الصلاة في السماء السابعة واصبحت الركن الثاني في الاسلام وهذا دليل على اهمية الصلاة وتعظيمها في الاسلام.عرج الله برسوله الى السموات السبعة حتى وصل الى سدرة المنتهى ولم تصدقه قريش ان اسري به في ليلة واحدة حيث لا يمكن لبشر من الذهاب الى بيت المقدس في ليلة واحدة حيث كانوا يستغرقون في هذه الرحلة شهرين شهرا في الذهاب وشهرا في الاياب ولكن قدرة الله تفوق قدرة البشروقد روي ان الرسول اجتمع بالرسل في بيت المقدس وصلوا سويا.من هنا نستنتج ان الرسل اخوة جاءوا لهداية الناس ولتعريفهم بوحدانية الله عز وجل وجاءوا برسالة واحدة  وهي عبادة الله واعمار الارض وان اصل الدين واحد وان الله ارسل الانبياء للبشرية لاخراجهم من الظلمات الى النور ولتوحيد الله عز وجل قال تعالى(وما ارسلتا من قبلك من رسول الا نوحي اليه ان لا اله الا انا فاعبدون).لقد كانت رحلة الاسراء والمعراج آية من آيات الله ولم تكن لاثبات النبوة فحسب بل اجتمعت معاني كثيرة للفصل بين الحق والباطل وبين التصديق والتكذيب وبين الايمان والكفر.عرج عليه السلام الى السموات العلا الواحدة تلو الاخرى يتوقف في كل سماء فرأى الجنة ونعيمها والنار وعذابها ورأى آدم عليه السلام ابو البشرية في السماء الاولى واخوانه من الرسل في السموات الدنيا وأراه الله ارواح الشهداء وارواح الاشقياء.اهداف الرحلة اثبات نبوة الرسول واختبار وامتحان لعباده المؤمنين ومواساة وتثبيت للنبي وتكريما له على صبره على الشدائد(ان مع العسر يسرا)رحلة الاسراء والمعراج فرج من عند الله سبحانه وتعالى من بعد كرب.ومن هنا فان رحلة الاسراء والمعراج درس للمسلمين وحثهم على الصبر على الشدائد واللجوء الى الله في كل معضلة
بقلم:وفاء خصاونة