قرار إلغاء دوري المحترفين مرهون بالحالة الوبائية أثناء تعليق المباريات
وكالة الناس – يبدو أن طريق الموسم الكروي المحلي 2020، مليئة بالعثرات والمطبات، فما تكاد مسابقة دوري المحترفين تمضي، حتى تتوقف قسريا ويتجدد السؤال دائم الذكر “هل يتم إلغاء دوري المحترفين؟”.
عند ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس الماضي، قرر اتحاد كرة القدم، برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد، تعليق دوري المحترفين والبطولات والأنشطة الفنية والإدارية كافة في الاتحاد، ابتداء من يوم الجمعة 21 آب (أغسطس) الحالي، لمدة 14 يوما، استناداً إلى مصفوفة الإجراءات في خطة الطوارئ، التي جرى تفعيلها مساء الأربعاء الماضي، مع ارتفاع مؤشر الخطورة، للحفاظ على الأولوية الرئيسية لدى الاتحاد والمتمثلة بسلامة أركان اللعبة والمجتمع المحلي.
تعليق وفحوصات
تعليق منافسات الدوري، جاء خلال اجتماع لجنة الطوارئ للاتحاد، في أعقاب تأكد إصابة خمسة لاعبين من النادي الفيصلي بفيروس “كورونا”، هم: براء مرعي وسالم العجالين ويوسف الرواشدة ودومينيك وإحسان حداد، وما يتبع ذلك من إجراءات صحية، بعزل المصابين، وزملائهم كافة بالفريق من لاعبين ومدربين وإداريين، إلى جانب إخضاع جميع المخالطين لهم من الفرق الأخرى والكوادر التنظيمية، لفحوصات طبية عاجلة، وفق البروتوكول الصحي المتبع.
وفي اليوم التالي، تأكدت إصابة لاعب الفيصلي لوكاس والمعالج محمد عاصي ومسؤل اللوازم إبراهيم أبو خوصة.
وكان اتحاد الكرة قرر، في وقت سابق، تأجيل 3 مباريات لفريق الرمثا أمام الوحدات وشباب العقبة وشباب الأردن، استنادا الى القرار الحكومي والمتضمن عزل لواء الرمثا، في ظل مساعي التصدي لجائحة “كورونا”؛ حيث تم عزل الفريق وجهازيه الفني والإداري في عمان لمدة 14 يوما، وبعد إجراء الفحوصات الطبية جاءت النتيجة “سلبية”.
حدوث 8 إصابات مؤكدة بفيروس “كورونا”، استدعى عزل الفريق لمدة 14 يوما وإدخال المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإجراء فحوصات طبية لأركان منظومة كرة القدم في دوري المحترفين، للتأكد من عدوم وجود إصابات أخرى في بقية الفرق، خصوصا وأن فريق الفيصلي لعب مباراتين أمام فريقي الحسين وسحاب، خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 15 آب (أغسطس) الحالي، ولم يتم البت بشكل قطعي في مصدر تلك الإصابات، بعد أن تردد إمكانية نقل العدوى من أحد المتسابقين في حدود جابر.
توقف جديد
بعد أن جرت الجولة الأولى من الدوري مع نهاية يوم 7 آذار (مارس) الماضي، توقفت المسابقة لمدة أسبوعين لوجود خلاف بين الاتحاد والأندية، وما لبث أن توقف النشاط الرياضي في عموم المملكة بسبب انتشار فيروس “كورونا”، قبل أن يعود النشاط الرياضي للعمل مطلع شهر حزيران (يونيو) الماضي.
من جديد، دخلت الأندية والاتحاد في “سباق ماراثوني” من المفاوضات بشأن حقوقها المالية ومصير الدوري، وبرزت آنذاك ثلاثة خيارات، تشمل إلغاء الدوري، أو استئنافه من مرحلة واحدة “ذهاب فقط”، أو استكماله بشكل مضغوط ومن مرحلتين “ذهاب وإياب”.
واستكملت البطولة يوم 3 آب (أغسطس) الحالي اعتبارا من الجولة الثانية ومن دون حضور جماهيري، بعد أن أمضت الأندية وقتا طويلا في التحضير الفني ومفاوضة اللاعبين والمدربين والإداريين على حقوقهم المالية غير المدفوعة والمتراكمة على الأندية لأشهر عدة.
أقيمت ثلاث جولات أخرى، هي: الثانية والثالثة والرابعة، وتصدر الوحدات المشهد برصيد كامل من النقاط، وقبل أن تبدأ الجولة الخامسة، حتى تقرر تأجيل مباريات الرمثا، وأقيمت ثلاث مباريات من الجولة الخامسة، قبل أن يقرر الاتحاد إيقاف المسابقة لمدة 14 يوما.
27 مباراة من أصل 132 أقيمت حتى الآن في بطولة الدوري، التي يفترض أن تنتهي مرحلة الذهاب فيها يوم 1 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وتنتهي البطولة عموما في 31 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
التعثر يبدو أنه حالة استثنائية تعاني منها الكرة الأردنية هذا الموسم، بشكل طال حتى المسابقات الآسيوية، بعد أن قرر الاتحادان الدولي والآسيوي للمرة الثانية، تأجيل التصفيات الآسيوية المزدوجة حتى العام المقبل، ومنع إقامة المباريات الودية للمنتخبات حتى نهاية العام الحالي، كما بات ما تبقى من مباريات الأندية في المسابقتين الآسيويتين في مهب الريح، في ظل تطور الحالة الوبائية في معظم أرجاء القارة الآسيوية والعالم بأسره.
هل يتم إلغاء الدوري؟
وبالعودة إلى سؤال “هل يتم إلغاء الدوري؟”.. فإن الجواب مرهون بتطور الحالة الوبائية في الأردن خلال الفترة التي تم فيها تعليق المباريات والتدريبات على حد سواء، وفي الإجراءات الحكومية التي سيتم اتخاذها بشأن العزل والحظر لمناطق أو محافظات، وهذا يعني أن بعض الفرق قد تدخل عزلا متكررا اذا ما تواصلت الإصابات لا سمح الله، والأهم من ذلك كله ما ستسفر عنه نتائج الفحوصات التي تجرى حاليا لبقية فرق الدوري وحكام المباريات.
الأندية باتت تدرك صعوبة موقفها والعقبات التي تعترض طريقها، لاسيما وأن تكرار إيقاف الدوري، قد يعيدها إلى المربع الأول فيما يتعلق بجاهزية فرقها الفنية والبدنية والنفسية، وسيؤدي إلى إطالة عمر الدوري وتكبيدها أموالا إضافية، ما يجعلها تبحث عن “أهون الشرين”، فيما إذا كان إلغاء الدوري فرصة لها للنجاة بأقل الأضرار من هذا المأزق الذي تعيش فيه.
متى يتم الإلغاء؟
اتحاد كرة القدم كان قد أوضح قبل بضعة أيام، أن إلغاء الدوري يعد خيارا واردا بعد تعليق البطولة لمدة 14 يوما، في حال لم يتمكن من استئناف البطولة في حال عدم عودة مستوى الخطورة من وباء “كورونا” إلى درجة المتوسط أو المنخفض خلال مدة التعليق، لأن استمرار مستوى الخطورة العالي بعد انتهاء مدة التعليق يعني حتما إلغاء الدوري.
حقوق اللاعبين
“احتمال إلغاء الدوري” يعيد إلى الأذهان، تعليمات أسس احتساب حقوق اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والطبية خلال الموسم الكروي 2020 بسبب الظروف القاهرة، التي تنص على ما يلي:
– المادة 6-1: يستحق اللاعبون وأعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، كامل أجورهم الشهرية الإجمالية لغاية تاريخ المنع من ممارسة الأنشطة الرياضية.
2 – مع مراعاة متطلبات القوانين المحلية النافذة، لا يجوز للأندية تخفيض أجور اللاعبين أو أي من أعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والطبية عن 50 % من أجورهم الشهرية الإجمالية خلال فترة المنع من ممارسة الأنشطة الرياضية.
3 – مع مراعاة متطلبات القوانين المحلية النافذة، لا يستحق اللاعبون أو أي من أعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، أي رواتب أو حقوق بعد تاريخ القرار الصادر عن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأردني لكرة القدم بإلغاء استكمال الموسم الكروي 2020.
– المادة 7: سواء استكمل الموسم أو ألغي، لا يجوز أن يزيد مجموع المقابل النقدي الذي يحصل عليه اللاعب أو أي من أعضاء الأجهزة الفنية والإدارية والطبية عن الموسم 2020، على القيمة الإجمالية المحددة في العقد الأصلي.
– المادة 8: في جميع الأحوال، يجوز لطرفي العقد الاتفاق على خلاف ما ورد في هذه التعليمات، ويعد الاتفاق الجاري بين الطرفين واجب التطبيق.
ماذا بعد قرار الإلغاء؟
يتساءل كثيرون عن النتيجة المتوقعة لقرار إلغاء الدوري إذا حدث ذلك في الفترة المقبلة، خصوصا فيما يتعلق بتحديد البطل وبالتالي الفريق الذي سيمثل الأردن للمرة الأولى في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا 2021.
من البديهي أن سلامة اللاعبين وكل منظومة كرة القدم الأردنية أهم من أي اعتبار آخر، وتقف على سلم الأولويات، لكن لا جواب رسميا على ذلك لعدم وجود نصوص قانونية واضحة، وإنما يقتصر الأمر على اجتهادات؛ حيث قررت بعض الدول التي ألغت الدوري ولم تستكمله “ومنها فرنسا”، تتويج فريق باريس سان جرمان الأعلى نقاطا حتى إيقاف المسابقة.
على خلاف ذلك، قرر الاتحاد الإماراتي بعد عدم استكمال الدوري، إلغاء جميع نتائج المسابقة وترتيب الدوري، وعدم تتويج بطل للمسابقة وعدم هبوط أي فريق للدرجة الأولى، وعدم صعود أي فريق إلى دوري المحترفين.
هذا يعني أن مصير بطولتي دوري الدرجتين الأولى والثانية وحتى دوري الدرجة الثالثة “المقام قبل أن يتوقف مؤخرا”، سيكون مرهونا بمصير دوري المحترفين، خصوصا فيما يتعلق بميزان الصعود والهبوط من تلك المسابقات.
ماذا تقول التعليمات؟
اتحاد الكرة ترك لنفسه في الأحكام العامة لتعليماته حرية الحركة من خلال المادة 46 من تعليماته الحالية “الجهة المنظمة هي صاحبة الاختصاص في تفسير مواد لائحة البطولات، في الحالات والوقائع التي لم يرد فيها نص، أو في حال وجود تعارض في مواد اللائحة، ولها الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا بالرجوع الى تعليمات الاتحادين الآسيوي والدولي”.
وباعتباره الجهة المنظمة للبطولات الكروية المحلية، فإن من حق الاتحاد التعامل مع حالات الظروف القاهرة “إلغاء أو إيقاف المباريات”، مؤكدا أن جميع القرارات الصادرة عن الجهة المنظمة “الأمانة العامة واللجان المختصة في الاتحاد واللجان المؤقتة المعنية بتنظيم وإصدار جداول المباريات ومتابعة تنفيذها” تعد نهائية وملزمة وغير قابلة للتمييز.
ويعرف الاتحاد الظروف القاهرة: “هي أي واقعة أو ظرف استثنائي خارج عن سيطرة أي فريق ويؤثر في بداية و/أو استمرارية المباراة، ويمكن أن تشمل، ولكن ليس على سبيل الحصر، الكوارث الطبيعة مثل الزلازل أو الأعاصير أو العواصف العاتية أو النشاط البركاني، أو سوء الأحوال الجوية، أو الفيضانات، أو البرق، أو الحرائق، أو الانفجاريات، أو الأضرار في البنية التحتية، أو عطل أو قصور إمدادات الطاقة، أو الحرب، أو العمليات العسكرية، أو الأعمال الإرهابية، أو الشغب وفوضى الجماهير، أو الإضراب، أو إغلاق المنشآت، أو العصيان المدني، أو الوباء، أو التلوث الصناعي أو البيئي أو الإشعاعي”. الغد