دق و اخلع مسمار !
اهتدى الاب الى طريقة للتخفيف من عصبية ونرفزة ونزاقة خلق ابنه الوسطاني …
طلب منه مع كل نرفزة أن يدق مسمار في سياج البيت …
اول يوم دق 17 مسمار والثاني 11 والثالث 6 و هكذا بتناقص الى ان توقف عن الدق … ليش ؟ لانه بطل ينرفز من كثر ما تعب من دق المسامير في السياج …
عندها …هرول الى ابيه واخبره بأنه لم ينرفز اليوم ولم يدق اي مسمار ..
الوالد فرح و هنائه بانه صار يتحكم باعصابه و توقف عن النرفزه و ايذاء الناس و اهانتهم …
الوالد طلب منه في كل يوم ما بنرفزفيه .. اوبيشتم ويصرخ على حدا .. يروح يقلع من المسامير اللي دقها في السياج ….
وفعلا بدأ بقلع المسامير من السياج في كل يوم يمر بهدوء و احترام و بدون نرفزه …
الى ان جاء يوم الى ابيه فرحا بأنه خلع كل المسامير التي دقها في السياج…
اخذ الاب ابنه الى الجدار واراه الثقوب الموجودة في السياج …
اراه ان خلعها لم يمر بدون اثر ..
ببساطة كلمة آسف (خلع مسمار) لا تلغي الاساءة (دق المسمار) وانما تترك اثرا وجرحا في النفس (ثقب في السياج).. كمان احداث الاذى لحياة البسطاء لا يلغيه بيان منمق لتهدئة الخواطر والغاء الاذى والضرر الذي يبقي في النفوس … ازالة الخنجر المغروس .. يترك ندبة لا تزول ..
كمان ارتفاع تكاليف المعيشة لا يلغيها زيادة غير محسوسة في الرواتب ولا كوبونات دعم للخبز او البنزين..
ومش ممكن خلق شوية فرص عمل هون وهناك تمحي جروح الخصخصة .. وتعيد الشرايين اللي تقطعت …
وحتى لو خيطت مش رح تكون زي ما كانت ورح يظل ينزف منها قطرات مؤلمة … ما يفيد معها كل حبوب مسكن الالم ولا حتى ابر المهدئات …
كمان .. اجبار المغتصب على الزواج ممن اغتصبها لا يلغي انه مجرم و فلت من العقاب …
اكثر من 192 دولة في العالم … وكل دولة بتفصل حسب مقاسها …
وكل قرية بترتب امورها حسب اللي بييعجبها وحسب اللي بتقدر عليه .. مش ممكن تصير مغنى اوبرا و انته يا ليل يا عين ما بتكملها بنفس واحد…
حتى ما حدا يصيبه ضربة شمس من الشمس اللي بتحرق … ما بتقدر تغطي القرية بمظلات وشمسيات فيها كلها بس تقدر تلبس كل واحد طاقية اذا موجودة .. او يحمل جريدة على راسه وهو ماشي تحتها .. وفي النهاية الكل ما راح يصيبه ضربة شمس…
ما قدرت افهم شو يعني اعتذار دولة لدولة عن ضرر حصل ولا يمكن استرجاعه .. كقتل انسان برئ او امتهان كرامة احد ما … مع انه علمونا انه الاعتذار من شيم الكبار … يا ترى هالاعتذار رح يسد الخزق والفتحة اللي في سياج البيت …. آه …. وكم آه .. كم فتحة يجب ان تسد في سياجنا اللي صار زي المنخل…
نحن نبني الكثير من الجدران , والقليل من الجسور“اسحاق نيوتن“ …
و حسب رأي صاحبنا *نحن ندق الكثير من المسامير و نسد القليل من الثقوب* “ابو فهمي” …