القدس…القدس…القدس
استمعت صباح هذا اليوم عبر الاذاعات لبعض الأخوة وهم يتحدثون عن النكبة و عن القدس، وقد آلمني ذلك كثيراً، وسادني الحزن الشديد أكثر عندما أيقنت أن القدس والنكبة لم تعد عند العرب والمسلمين أيضاً إلا حادثة حصلت، ويتم الإحتفال بها مثلما يتم الإحتفال بعيد الأم وعيد الحب، ولم يعد للقدس تلك المكانة التي كانت تعشعش في صدورنا وقلوبنا جميعاً، وقد تركز الحديث على الجرائم التي ارتكبت اثناء النكبه وتناسى المتحدثون بأنه بات من الافضل لنا ان لا نتحدث عن تلك الجرائم التي مارسها اليهود ضد العرب لان جرائم بعض حكام العرب ضد العرب باتت ابشع واقسى واشد روعه وتنكيل ولذلك لم تعد تلك الجرائم اليهودية تحرك فينا أي شعور غريب حيالها , المهم بالموضوع اننا كعرب وكمسلمين لم نعد نهتم بالقدس بدليل اننا قدمنا تنازلات ضخمه فقد كنا سابقا ننادي بالقدس عاصمه وما لبثنا ان انتقلنا الى وعاصمتها في القدس ووصلنا الان ولم ننتهي بعد الى عاصمتها في القدس الشرقيه حتى ان الجماعات والاحزاب الاسلاميه لم تعد ايضا تستذكر القدس الا بالمناسبات الرسميه والخطابات والمنابر الاعلاميه وهذا يقودنا للاستنتاج ويشجع اليهود لضرورة الاستعجال للانتقال الى المشهد الاخير من مسرحية القدس والذي سيتمثل بالتأكيد في هدم المسجد الاقصى وطرد العرب سيما وان الظروف العربيه والاسلاميه اصبحت مواتيه جدا وافضل بكثير من اي وقت مضى وسيعزز من ذلك حالة التشرذم العربي والخدران الذي يصيب معظم الشعوب العربيه والذي سيسهل من وقع استقبال انباء هدم المسجد الاقصى بردود فعل عاديه وسيرافق ذلك حاله تأهب متوسطه لدى اجهزة الامن العربيه تحسبا لاي انفعالات بسيطه قد تحدث هنا وهناك عظم الله اجر الشعوب العربيه ولا نلوم الشعوب الاسلاميه لان الاقربون وهم الاولى بالمعروف لم يعد لهم اي اهتمام يذكر حيال القدس والنكبة فهاهم فلسطينيو العرب وفلسطينيو اليهود يعيشون حياتهم اليومية منقسمين فيما بينهم وبعض الشعوب العربية منهمكة في اوضاع عسكرية وسياسية سيئة والجزء الاخر يعاني قمع اقتصادي وقلة يعيشون ترفا واضحا اما غالبية الحكام فهم مسرورون لهذه الحالة الشعبية المفرحة لهم لانها لطالما استمرت فانهم باقون الى ما شاء الله سائلا العلي القدير ان يحمي الامة العربية والاسلامية ويحرر القدس والاراضي العربية من المعتدين انه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين