لولا شهداء الستينات لما كان الأردن!!!
هذا هو واقع الحال وهو أحد أهم الأسباب الرئيسية في بقاء الأردن واستمراره، والذي جاء بفعل تصدي واستبسال أولئك الجنود وسواعِدِهِم وتقديم أرواح أولئك الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأردن وفلسطين و عن الكرامة العربية خلال حربي الكرامة والإستنزاف ، ولو لَم يقدم أولئك الشهداء أرواحهم ولولا تصدّى أولئك الجنود البواسل لتلك القوات الغازية لما كانت عمان، ولَكُنّا مُحتلين ومُستعمرين حتى هذا التاريخ، لذلك فإن فضل أولئك الرجال والذين شاركوا في تلك المعارك وأخص بالذكر الشهداء منهم؛ يبقى ديناً في أعناقنا جميعاً ويترتب على الحكومة واجب سداد جزء من ذلك الدين تحديداً؛ من خلال تكريم وتخليد أولئك المشاركين الشهداء منهم والأحياء وخصوصاً في ذكرى استقلال الأردن.
إن تكريم أولئك الشهداء لايكون من خلال الخطابات وإقامة الولائم لذويهم، وإنما من خلال توفير سبل العيش الكريم لأسرهم والذين استكملوا حياتهم من غير أبٍ أو عزيز جرّاء استشهاد ذويهم على ثرى هذا الوطن، وإن توفير سبل العيش الكريم لايكون أيضاً عن طريق رواتب ضئيلة لاتكفيهم قوت عدد أصابع اليد الواحدة من أيام الشهر، وإنما يجب الإعتناء المميز بهم بحيث يكونوا مميزين ولايخضعوا لالديوان الخدمة المدنية ولا لأنظمة الرواتب الظالمة ولا لأي تعليمات تُطبّق على من يعيشون في أكناف آبائهم كتعويض لهم على ما فقدوا أو مكافأة لأرواح ذويهم، لأنه و لولا تلك الأرواح الطاهرة لما كانت الحكومة حكومة، ولما كانت الدولة دولة.
إنني أتمنى على الحكومة أن تعلن مبادرة وطنية لذوي وأسر الشهداء ترفع من مكانتهم وتطمئن أرواحهم الطاهرة على مستقبل أبنائهم و ذويهم إذا ما كنا راغبين في المحافظة على علم هذا الوطن مرفوعاً عالياً.
سائلاً العلي القدير أن يحمي الأردن ويحمي شعبه و يرحم شهداؤه و يعز ذويهم وأبنائهم إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين