0020
0020
previous arrow
next arrow

الحمود : نقاط أمنية داخل مخيم الزعتري لضبط الأوضاع

1

بخطى بطيئة مترددة، تخرج اللاجئة السورية مي عباس (25 عاما) من خيمتها بمخيم الزعتري، فيما دقات قلبها تتسارع كلما اقتربت أكثر من ما يعرف بـ”حمامات النساء الجماعية”، لشعورها بعدم الأمان داخل المخيم الذي بات يشهد وفق ما يصفه أمنيون بـ”الانفلات الأمني” خاصة في ساعات الليل. الشعور بالأمان خارج الخيام أصبح مفقودا، وبات الذهاب لقضاء الحاجة أمرا مكروها خاصة بالنسبة للسيدات، فيما الوصول الى المطابخ التي تشترك بها أكثر من عائلة يحتاج الى عمليات مراقبة خشية التعرض للتحرش أو حتى الاعتداء. مي التي هربت من مدينة حمص السورية الى الأردن أملا في إيجاد حياة آمنة، اكتشفت أن الخوف يلاحقها ويلازم حياتها. وتقول، “إن الخروج خارج الخيام هو من الأمور الخطيرة خاصة بالنسبة للسيدات” نتيجة انتشار ما تسميهم بـ”أصحاب السوابق”، داخل مخيم الزعتري في ظل غياب شبه كامل لعناصر الأمن. وتزيد مي “كلما أخرج من خيمتي أشعر بأني لن أرجع سالمة”، مؤكدة أن العديد من الشبان السوريين اللاجئين ينتشرون داخل المخيم وخارج خيامهم ويعمدون إلى التحرش بالفتيات. غير أن الناطق الإعلامي باسم مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود يؤكد أن المخيم سيشهد تواجدا كثيفا لرجال الأمن من أجل ضبط الأوضاع الأمنية هناك، كاشفا عن أن إدارة المخيم ستنتقل قريبا من الهيئة الخيرية الهاشمية الى لجنة تابعة للأمن العام يترأسها اللواء محمد الزواهرة. وأكد الحمود أن الإدارة الجديدة ستعمل على تنظيم دخول وخروج اللاجئين وضبط عمليات فرارهم وتهريبهم من المخيم من خلال نشر نقاط غلق أمنية داخل المخيم. وترجع مصادر مدنية وأخرى أمنية عاملة بالمخيم طلبت عدم الكشف عن هويتها أسباب أعمال الشغب الى كثرة اللاجئين مقابل محدودية القوى الأمنية التي تعمل على توفير الأمن والحماية للمخيم وفرض النظام. وأكدوا لـ”الغد” أن عدم التواجد الكافي لعناصر الأمن والحماية حول أسوار المخيم وعدم توفر الدوريات الراجلة بين شوارع المخيم يساعد على ذلك. ورجحوا أن أعمال الشغب التي يشهدها المخيم بين الحين والآخر غالبا ما تنشب بين من يحسبون أنفسهم موالاة للنظام السوري وبشار الأسد وبين من يحسبون أنفسهم على الجيش الحر والمعارضة. اللاجئ يوسف خالد وهو من مدينة درعا يقول “إننا نخشى الخروج من خيامنا في وقت متأخر من الليل وذلك خوفاً من تواجد بعض أرباب السوابق بين خيام اللاجئين”. ويطالب خالد بضرورة تسيير دوريات أمنية بين الخيام وضبط كل من يحاول ترويع أو التحرش باللاجئين. وتقر ذات المصادر الأمنية أن مخيم الزعتري يواجه عبئا كبيرا نتيجة تزايد حالات اللجوء إليه من الأراضي السورية، إذ وصل عدد اللاجئين وفق آخر الإحصاءات الى قرابة 75 ألف لاجئ.