عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

ضربات مصر فى العمق

 
 
فى غضون ساعات قليلة الصحف الاسرائيلية تصب كل أهتمامها على القمر الصناعى المصرى ” ايجبت سات2 ” و هل اذا كان مخصص لاكتشاف الموارد الطبيعية كما قالت الحكومة المصرية من قبل ام معد لاغراض عسكرية. الاعلام الروسى و الصينى و الايطالى ينتقد بشدة دعم سد النهضة الاثيوبى، و يؤكد ان قرار بلادهم بسحب تمويل السد قد جاء صائبا . الصحف و وكالات الانباء الامريكية تطالب ادارة اوباما بالوقوف بجانب الشعب و الجيش المصرى فى مواجهة الارهاب، كما تصف قرار تعليق تجميد المعونة العسكرية لمصر قرارًا تأخر كثيرا. الاتحاد الافريقى و الاوربى يتفهم حقيقة ثورة 30 يونيو و رغبة الشعب فى التخلص من نظام الاخوان. و أخيرًا وليس آخِرًا إتمام المصالحة الفلسطينية وفقا لاتفاق القاهرة بمايو 2011 .

فما الذى يدور فى العمق حتى يطفو كل هذا على السطح فى وقت زمنى قصير جدا، ما هو هذا الفعل الساحر لكى يظهر رد الفعل بهذا الشكل الملحوظ و المثير للانتباه .
حقيقة الامر ما يدور فى عمق الدولة المصرية يتجلى فى جملة من خطاب الرئيس المصرى ” عدلى منصور ” الذى القاه بمناسبة الذكرى الـ31 لتحرير سيناء و هى
“لن تسمح مصر بتهديد أمنها القومي، ولن تسمح لأي قوىً تسعى لبسط نفوذها أو مُخططاتها على العالم العربي بأن تُحقق مآربها “

أنها بالفعل جملة و احدة و لكن حملت رسائل لكل اعداء امتنا العربية و المترابصين بها، جملة مباشرة و صريحة حملت إنذارا لكل غاشم توهم للحظة من اللحظات أن المنطقة العربية ولاية تابعة للخلافة العثمانية، او من يردد أن الخليج فارسى، و أن طهران يوما ما ستكون عاصمتنا السياسية و قم قبلتنا الدينية، و من اتسع حلم حدود كيانه الشيطانى لكى يصبح من المحيط لـ أربيل بدلا من الفرات للنيل، و من ساذج رأى فى قناة فضائية يمتلكها القدرة على توجيه عقل المواطن العربى . و هى جملة حملت تأكيد على ما قاله المشير ” عبد الفتاح السيسى ” يوم الاحتفال بالذكرى الاربعين لنصر اكتوبر المجيد عندما قال و هو يشير على جيش مصر ” أن هذا الجيش يحمى مصر و الامة العربية ” و ما قاله يوم اعلان ترشحه لرئاسة جمهورية مصر العربية، بانه على اتم الاستعداد لمواجهة كافة المخاطر التى تواجه مصر و المنطقة العربية .

هى جملة تعكس سياسة مصر الخارجية التى تضع فى المقام الاول الامن القومى لامتها العربية قبل أى شئ، جملة تعكس أستراتيجية الدولة المصرية القادرة التى قرائت حقيقة الربيع المزعوم مبكرا، و نصبت الفخ للجميع حتى جائت اللحظة الذى انقض فيها اسود القوات المسلحة و نسور و صقور المخابرات العامة و الحربية على كل من أراد بأمتنا العربية سوءا, و مزقو كل مخططات الشرق الاوسط الجديد و وضعو حد لطوفان الفوضى الخلاقة، و باتت مصر مع اشقائها يوجهو الضربات فى العمق، ليعيدو صياغة التاريخ مجددا بلغة الضاد .

فادى عيد
المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية
fady.world86@gmail.com