عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

"معــــــــان" "عـمـــــود البيـــــت و رواقــــــه"

((بسـم الله الرحمـن الرحيـم))
“معــــــــان”
“عـمـــــود البيـــــت و رواقــــــه”
بقلم: الأستاذ عبد الكريم فضلو العزام

بعـد أن أصبحـت أحـداث معـان تَـتصدَّر نَـشـرات الأخبـار ونَسمَـع فيها القَـليـل والكَـثيـر مِمَّـا يُـؤلِـم النَّفْـس ويُـدمي القلـب سَواء مِن معـان أو على معـان، ثارت في النَّفـس كُـل الشّجـون والذكريات واستحضـرت ما قرأت وما سمعـت عن معـان وأهل معـان، هذه المدينـة التي تتربَّع على سَنـام التَّاريـخ وأمجـادِه، أمجـاد بَنَـاها أبناؤهـا الأوائِـل وورِثَهـا الأولاد والأحفـاد، مدينـة القيـم والأخلاق العربيـة الأصيلـة، مدينـة استقبال الفاتِحيـن مِمَّن ترضاهُـم ومدينـة تجهيـزهِـم للفُـتوحات الخَـالِـدة. المدينـة التـي تجمَـع بيـن السُّـلوك الدِّيني القـويـم والعُـروبة النَّـقيَّـة الحَـقَّـة. مدينــة تضُـم في أنحائها (الحميمة) التي عَـرفت أكثَـر أهـل الأرض قِـراءة للقُـرآن والأفضـل عبادة ونُسكاً، “الحميمة” مـركز انطلاقَـة الدَّولـة العبَّـاسيَّـة، دولـة آل البيـت فكانت الحاضِنة لها والتي أنتجـت أعظَـم دولـة في ذلك التَّـاريخ، هي دولــة بني العبَّــاس.

وظلَّـت مُنـذ ذلك التَّـاريخ تَـفخَـر بِهذا المَجـد إلـى أنْ أعَـادت لَــه ألَـقَـه ووهَجَـه باحتضِانِها الثَّـــورة العَــربيـة الكُــبـرى وقادَتها من أحفَــاد بَـني هاشِـــم، عِتـرَة رســول الله (ص) فكـان أهلُها هُــم جُنُـود عبدالله بـن الحُسيـن وأخِـيــه فيصـل وحملـة رايَـة تحـريـر الأمَّــة من نـيـر الاستعمار العثماني وكابوسـه المُهلِـك.

نعــم:
إنَّها معـان التي مهما تحدَّثنا عنهـا لا نستطيـع أن نُـوفيها حقَّها فهي عمـود البيـت الذي يرتكـز عليه ورواقـه الذي يحمي ساكنيـه من الريـح وعاديات الزمان.
إنها معــان التي كانت وستظــل دائماً للوطـن كُـل الوطـن، وللأمة كُـل الأمـة، بـذرة تُعطي أكثـر ممّا تأخـذ، تُـؤثِـر على نفسها في زمـن كَـثُـر فيها الطامِعُـون والمتملِّقـون، إنَّها معـان ملاذ كُـل الأحرار ومقـرّ كُل عربي شريف ومَنبـت كُـل العشائِـر المُتجـذرة في التاريـخ.
إنها معـان … معـان… معـان.

معــان هذه التي يعرِفها كُـل أردني لا يُصدّق عنها كُـل ما نسمـع، فهي الشَّـقيقـة الكـبرى بِمجدها وتاريخِها لِكُـل محافظات المملكة وهـي التـي كانـت وما زالـت تتميــز بِنظـام عشائِـري أصيــل يَضَـع الضَّـوابِـط والقَـوانيـن لأبنائِـها حتَّـى يكـونوا ويَظلـوا القُـدوة لِكُـل أبناء الوطن يتعلَّم فيها أبناؤنا الأصـالة كما كان العـرب في الجاهلية يُـرسلون أبناءهُـم إلى الصَّحــراء لِتَعلّـم اللغة العربيَّـة الفصيحة.

معــان التي نعرِفُـها لا يُمكِـن أن تَقبـل ولا يقبَـل أبناؤها أن يكُـون بينهُـم جانِح أو خارج على القانـون يَهُـز أمـن الوطـن واستقراره لأن معـان جبـل راسِـخ من الجبال التي جعلها الله من أوتاد الأرض ولا يمكن لأوتاد الأرض أن ينخـر فيها التسوّس أو يبليهـا الزمـن.
ولكن لا بُـدَّ من الانعطاف هنا لأقول أن العربي الحُـر لا يقبـل الغُبـن والضَّيـم وأهل معـان هُـم أصل الأحـرار وأصل العُـروبة. ولكنني أقول إن كان هناك إحساس في معـان وعنـد المعانيين بالضَّيـم والغُبـن أو ما يعتقِدون أنَّـه مُـؤذٍ لهم فإنني أقـول أن لا خِلاف بيـن الأحِبَّـة فكيـف إذا كان الأمر في معـان.

نعــم:
كُلنـا نعـرف أنَّه مُنـذ أن تأسَّست المملكة الأردنية الهاشمية ومعـان وأهـل معـان هُـم الأقـرب إلى قلـب وسَمـع الهاشمييـن ونحـن والله سُعـداء بذلك لأن كرامـة معان ورِضاها من كرامتنا ورِضانا ولهذا فإننا نتمنَّـى على أهالي معــان مُمَثَّليــن بِوُجَهائِهم أن يتنَـادَوا لزِيارَة ديــوان الهاشمييـن وبيـت الأردنييــن ويعرضوا على سيِّـد البِـلاد مَطالِبهـم وأنا واثِـق أنَّهـم لا يقبلون أن يعرضوا إلَّا كل ممكن لأنهم الذين لا يرضون بأفضليتهم على إخوانهم ولا يبـرون أنفسهم دون غيرِهم وإن كنا نُحِب والله أن نُميِّـزهم بالحُب والمَـودَّة وبِما يُرضيهم.

إخـواني في معـان:
إنَّ ما يَـحدُث سحابـة صيـف وأعتقِـد جازماً أنَّكُـم كِبـار والأقـدر على وأدِ الفِتَـن وكَشـف مُختَلِقِيهـا وأنتم الأقدر على علاج الممكن داخل معان وعلاج غير الممكن من خلال عرضه على جلالة الملك مباشرة دون واسطة من حكومة أو مسؤول. ولتعلموا أن هذه الحكومة ككـل الحكومات السابقة تُخطِـيء وتُصيـب وإن كان الخطأ في هذه هـو الأكبر والأكثــر أذى للوطـن والمواطـن ولكن المرجعيَّـة لكم ولنا جميعـاً جلالـة الملك والأسرة الهاشمية نبُثهـا همومنا ونطلعهـا على مكنونات أنفسنا دون خـوف أو وجـل لأنَّهـم هُـم حملـة رسالـة الحَـق والأقـدر على سماع الحَـق وقبـول أهلـه.
ستظَلِّيـن يا معـان عمـود البيـت ورواقه والجبـل الراسِـخ في أعمـاق الأرض تذودين عن أمـن الوطـن وسلامـة أهلِـه وسنظَـل لكُـم ومعكَـم في خِـدمة الوطَـن وسلامَـة جَيشِـه وقائِـده.

الكاتـب: الأستاذ عبدالكريم فضلـو العـزام