التعليم عن بُعد في زمن الكورونا في الاردن
وكالة الناس – د. فارس العمارات
لقد وجدت مؤسسات التعليم العالي في الاردن نفسها في سباق مع الزمن للانتقال الى نموذج تعليم عن بعد فرضته الظروف الراهنة نتيجة فيروس كورونا، تجاوبت هذه المؤسسات بشكل متفاوت ومرضي مبدئيا مع هذا التحدي، لكن الحاجة اصبحت مُلحة لإعادة النظر في اسس التعليم الُمدمج من طرف هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها لتكون هذه الاسس قادرة على مواجهة التحديات والاسهام في تحسين جودة التعليم العالي في الاردن.
ان اسس التعليم المُدمج الحالية ترقى لان تكون مفتاح الحل للازمة التي يمر بها الاردن ولاي ازمة قادمة وهي اساس هام لتحسين جودة التعليم العالي، وان رفع نسبة اللقاءات الصفية الافتراضية المُتزامنة لتزيد عن 15% في اسس التعليم المُدمج قد يكون احد الحلول الناجحة؛ اذا ارفق بإمكانية رفيعة ليحل مكان اللقاءات الصفية المُباشرة بشكل كامل او جزئي تحت ظروف مُعينة.
وقد إستطاعت العديد من مؤسسات التعليم العالي التأقلم مع الوضع الجديد والاستمرار في تقديم التعليم لطلبتها عن بعد ولكنها تفاوتت في الامكانيات، ان النموذج الصحيح والمُفترض ان توفره الجامعات يتمثل في وجود نظام ادارة تعلم مُرتبط مُباشرة بنظام معلومات الطلبة ونظام التسجيل ليتمكن الطالب والمدرس من التواجد معا في فضاء الكتروني يوفر كافة الادوات اللازمة لضمان سير ومتابعة وتقييم وتقويم العملية التعليمية، ومثل هذه الانظمة مُتوفرة وبشكل مجاني ويمكنها العمل وتقديم الخدمة لأعداد كبيرة جدا من الطلاب في وقت واحد ان احسن وضعها في بيئة قادرة على توزيع الحمل على اكثر من خادم، كذلك فان العمادات والاقسام الاكاديمية وادارات المؤسسة التعليمية ستكون قادرة على متابعة العملية التعليمية اولا بأول.
وان إختيار انظمة تدعم التعليم عن بُعد يجب ان يتحدد بعاملين: هما إمكانية دمجة وربطه بأنظمة ادارة التعلم وقدرته على تحمل الضغط الكبير الناتج عن دخول اعداد كبيرة من الطلبة في نفس الوقت، وقد نجحت مؤسسات التعليم العالي في توفير كل ما سبق الحديث عنه وواجهت تحدي جديد يتمثل في عدم قدرة طلبتها على توفير حزم بيانات كبيرة بأسعار معقولة كون إستخدام نموذج التعليم عن بعد يستهلك الكثير من البيانات.
وان تسارع الاحداث والظروف الحالية تُحتم على متُخذ القرار ان يفكر في حلول سريعة لتجاوز عقبة توفر حزم بيانات كبيرة بأسعار معقولة، وكذلك إمكانية الحصول عليها ان توفرت، ولكن وحتى يتم ذلك لابد من اجراءات فورية تتمثل في إتاحة كافة النطاقات التعليمية (.edu.jo) بشكل فوري ومجاني للجميع داخل المملكة بحيث تكون هذه الاتاحة للتصفح والتحميل والتنزيل، كذلك لابد من حصر كافة التطبيقات التي تستخدمها مؤسسات التعليم العالي في إعطاء المُحاضرات عن بعد واتاحة الوصول لها عبر الانترنت بشكل فوري ومجاني.