0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

ملائكة الأزهر وشياطين الإعلام ..!!

وكالة الناس – صالح الراشد

يشن العديد من الإعلاميين المشهورين ” بالردح” والنفاق هجوماً غير مسبوق على الأزهر الشريف الذي يعتبر المرجع الأول للفتوى في العالم الإسلامي، وجاء هذا الهجوم عقب قيام الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بتفنيد حديث رئيس جامعة القاهرة الدكتور أحمد الخشت حول تجديد الخطاب الديني، وهو الرد الذي اعتبره البعض قاسي فيما ذهب الكثيرون إلى أن الخشت ” طرق الباب فسمع الجواب”، هذا الأمر أثار العديد من إعلامي “التوك شو” في مصر، فهاجموا الأزهر بلا هوادة وكالوا له التهم بأنه لم يقم بتجديد الخطاب الديني.

وبلغ من شدة الهجوم على شيخ الأزهر بأن طالبه الإعلامي عمر أديب بالإستقالة والتنحي، وترك المهمة لشخص آخر قادر على تجديد لغة الخطابة حتى يعيش المجتمع المصري بسلام، وقال في حلقة أجاد فيها الصراخ أكثر من طرح الفكر، أنه لا قدسية للطيب وأنه لم يفعل أي شيء، وطالب بثورة دينية ومحاربة الفكر الظلامي، واعتبر التعليم في الأزهر متدني وأن الصمت عن الأمر جريمة وأنهم يعملون لمدرسة أخرى.

وقام آخرون بمهاجمة الشيخ الطيب بلا هوادة لنشعر بأن الحملة منظمة بحيث تدافع عن فكر الخشت وتحارب رؤيا الطيب، على الرغم ان الشيخ قد قام بمأسسة الأزهر حتى أصبح مركزاً عالميًا صاحب فكر حر، وتحدث بفكر منهجي ناضج أعجز الخشت عن الرد ليقوم جنود الإعلام بخوض معركته نيابةً عنه.

هذا الهجوم الذي يقوم به عدد من الإعلاميين يثبت بأنهم لم يتابعوا مسيرة الأزهر في السنوات الماضية، فقد تم إنشاء بيت العائلة المصرية، مرصد الأزهر لإكتشاف الفكر المتطرف وإغلاق الطريق أمام المروجين لهذا الفكر، ويعمل المرصد على إثني عشر لغة عالمية، مركز الحوار بالأزهر، مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، مركز الأزهر للترجمة، توقيع وثيقة الإخوة الإنسانية مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، إيفاد قوافل السلام الدولية، تحديد قضايا الفكر الإسلامي الجدلية، حصر شبهات جماعات العنف والإهتمام بقضايا المرأة، وإصلاح وتطوير مناهج الأزهر وتنقيحها من الأقوال التراثية التي قيلت في مناسبات مختلفة ولا تتناسب مع العصر الحديث، ولم يعلم هؤلاء الأبواق أن الأزهر قام بإنشاء هذه الهيئات من أجل تجديد الخطاب الديني ونشر الفهم الوسطي للإسلام.

ونستشف من الهجوم المنظم من مجموعة الإعلاميين، أن المقصود ليس شيخ الأزهر فقط بل مؤسسة الأزهر كاملة، حتى تخرج عن نطاق عملها وتتحول إلى مؤسسة يديرها أشخاص مثل الشيخ ميزو، وعندها تفقد مصداقيتها وثقة المسلمين فيها كمرجع رئيس للفتوى الإسلامية، ويبدو من حجم الهجوم أن هناك تنظيم مضاد للأزهر يسعى لتغير الواجهة الدينية للإسلام من الأزهر ونقله إلى مؤسسات أخرى تكون قابلة للتطويع وتنفيذ الأوامر وإصدار الفتاوى على المقاس وحسب الأهواء،

وعندها تضيع هيبة رجال الدين في قلوب المسلمين، ليكون السؤال من هم الذين يبحثون عن ضياع هيبة رجال الدين في النفوس وتقزيم دورهم ودور المؤسسات الدينية، هذا سؤال نبحث له عن إجابة لعلنا نهتدي إلى من يعبثون في الظلام للحد من نور الهداية.