لغايات الوجاهة

 لغايات الوجاهة والفشخرة -فقط لا غير- قامت، وتقوم، الحكومات باستدانة المليارات من اجل  تحسين وجه الأردن الحضاري، او بالآحرى ما يتبقى من هذه الأموال للقيام بهذا التحسين، بعد الحسم والخصم والأبصر شو.

وهكذا تم توسيع المطار ليصبح مطارا عالميا، رغم اننا نضيع فيه، وصرنا ندفع اتاوات كبيرة لمجرد الوقوف لثلث ساعة، ومش فاهمين، لذلك نحاسب في الداخل ويحساسبوننا مرة ثانية على الحاجز… كما اننا شرعنا في بناء اوتوستراد عالمي الى المطار هو اقرب لمدرج الطائرات من المطار، ونحن لا نزال نتمشكح بسيارات هرمة مكتوب عليها (عين الحاسد تبلى بالعمى).

طبعا لدى كل واحد منكم فكرة عن مشاريع عظمى مثل هذه تم العمل بها في سبيل الفشخرة.بالملخص، نحن شعب يرفع يده في اعالي السماء  ويقول : شوفوني أنا هون، بينما اليد الأخرى تلقط الخبيزة من اجل توفير وجبة الطعام، ويملأ معدته الخاوية .

الملايين تم اقتراضها وصرفها على تحسين الاداء العام، وعلى ما يسمى (بالنيو لوك) الاردني من اجل تسويقنا للعالم كشعب حضاري (سنتر لوك) مع فتحة بالسقف و(جير) اتوماتيك وباور ستيرنج (دفع خماسي)!!

اننا نتقلط..!! يا هملالي! وبما ان القديم يحتضر والجديد لم يولد بعد، فقد تذكرت قصة حمدان الاردني، تقول القصة: كان لحمدان (دكان) يحتضن عدة مطربانات فارغة وميزانا بكفتين مع حجارة اختلسها من السنسلة المجاورة على سبيل (الوزنات) المعتمدة في دائرة المواصفات والمقاييس. وثمة (نصيّة) حلاوة وبرميل كاز للبيع الفريطي، وشوية حامض حلو و(فتلة) وشوال ملح خشن وعلب سردين حار وبالزيت. وكانت الساحة امام دكان حمدان مسرحا دائما لمعارك لعبة (السيجة) بين ختيارية القرية.

زار حمدان المدينة وتجول في ساحاتها وازقتها فاذهلته، وقرر نقل (الحضارة) والتقلط الى دكانته. ولما عاد للقرية عمد على الفور الى بيع (وطاته) الزراعية بثمن بخس، واستقدم خطاطا من المدينة ليصمم له لوحة عملاقة مع اضواء ملونة واضافات مكتوب عليها بالخط العريض (سوبر ماركت حمدان).

علقوا اللوحة على باب الدكان واشترى حمدان ميزانا كهربائيا بكفة واحدة وارقام الكترونية واشترى كاونترا عصريا وألة كاش اخر موديل وجهازا الكترونيا لقراءة الاسعار على البضاعة.

بعد هذه الانجازات جلس حمدان مرتاحا في الساحة امام دكانه (عفوا السوبر ماركت) الذي يحتضن عدة مرطبانات فارغة ونصية حلاوة وبرميل كاز للبيع الفريطي وشوية حامض حلو وفتلة وشوال ملح خشن وعلب سردين حارة وبالزيت.

وظلت الساحة امام السوبر ماركت (الدكان سابقا) مسرحا لمعارك (السيجة) بين ختيارية القرية.