عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

لماذا يهتمون بانتخابات تركيا «المحلية»؟

عدد هائل من العرب والمسلمين تابعوا الانتخابات البلدية التركية بوصفها انتخابات «محلية» لبلدانهم، رغم ان الملايين منهم لم يصلوا صندوق اقتراع، بل لم يشاهدوه في حياتهم قط على الطبيعة، لسبب بسيط وهو أن بلادهم لا تعرف ما معنى الانتخابات!!

 هم تابعوا انتخابات تركيا، لأنها تدغدغ شيئا ما في اعماقهم، فأردوغان على نحو أو آخر هو «بطلهم» وملهمهم، وسقوطه –لا سمح الله- يعني سقوطا للنموذج التركي الذي ابهرهم، بعد ان تكالبت قوى كثيرة على النيل من النماذج الأخرى، التي أفرزتها ثورات الربيع العربي، وبقيت «الأردوغانية» نموذجا لاستلهام الربيع، وإعادة إنتاجه وفق الشروط التركية الخاصة، كونها تمثل بابا من ابواب مقارعة القوى التي تناهض الشعوب وإرادتها الحرة.

وفق النتائج الأولى للانتخابات، يبدو أن حزب أردوغان/ الحرية والعدالة التركي حقق فوزا كاسحا في الانتخابات، وهذه النتيجة هي بمثابة «تفويض» حقيقي على الطريقة الديمقراطية الصحيحة، لا تفويض الدهماء، والعشوائية، الذي رأيناه «يُصنع» صناعة في غير بلد عربي.

اشعر من خلال متابعتي للتغريدات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن هناك حالة من الاندغام العربي في المشهد التركي، حيث نلاحظ ان العرب المقهورين مما يجري في بلادهم، يرون في الأتراك شعبا كأنه يقوم بمهمة الانتخابات نيابة عنهم، تلك الانتخابات التي حرموا منها في بلادهم، هي كما يبدو لي حالة «تقمص» غرائبية، حين يرون الأتراك يقومون بما يحب العرب ان يقوموا به، ولا يستطيعون!

انتخابات تركيا، كما انتخابات مصرالسابقة، وحتى انتخابات نقابة المعلمين في الأردن، نتيجتها في حال كانت حرة ونزيهة، تذهب للمخلصين في هذه الأمة، الذين نذروا أنفسهم لخدمة أمتهم، وعبروا على نحو أو آخر عن حقيقة مشاعر هذه الأمة، وتطلعاتها، ولهذا يتكالب الكثيرون على خنق هذا الخيار، ومحاولة طمسه بكل السبل، ولهذا، يصبح «صندوق الاقتراع» هدفا للتدمير والتغييب والسحق، لأنه «يصدق أهله» ويبوح بمكنون ما في صدور الشعوب، ولهذا أيضا لا يطيق هؤلاء الشرار رؤيته، وإن كان لا بد منه، فهو منتهك بالتزوير والعبث!

بقيت كلمة، شعب تركيا، فيما لو تأكد وفق النتائج النهائية، أنه اختار اردوغان وشعبه، فهو يصوت لمن يثق به، وبقدرته على خدمته وإخلاصه لرسالته وروحه الوثابة، وهذا المنتخب لم يكن لينجح لو لم يسع ليجسد حلم الأمة، وأشواقها في الانعتاق من هيمنة الطغاة، ورموز الدولة العميقة، وفلول الثورات المضادة!