التدخل في سوريا ، ربما يخلف تركيا قرن من الزمن !
وحدهم المسلحون الذين يعرفون أسرار هذه القوة الجبارة التي تتحطم عليه كل أحلام الاستعمار الغربي والشرقي ، وما تشاهدون اليوم أقسم لكم أنه غيض من فيض لأن هنالك إمكانات مرعبة لأوروبا وإسرائيل وأمريكا ، هنالك أوراق إقليمه وعالمية لم تستخدمها سوريا بعد ، وهنالك أسلحة لا يعلم سرها إلا الله وأولئك الفارين من الجحيم السوري ، فقط توقفوا عند ما تقدم سوريا من قوافل للشهداء ، المسألة ليست كما تتوهمون ، وتركيا وبهذا التدخل ستعود على أقل تقدير قرن للوراء ، هذا إذا لم تتخلف قرون ، وقريباً ستشهدون في تركيا ما يوقف الحرب فوراً على سوريا ، سترون ما سيرعب إسرائيل التي ستسعى نحو أرضاء البوط السوري !
للأسف الحلم الأردوغاني الأبله عند حدود فشل مساعي الحكومة لالحاق تركيا بالاتحاد الأوروبي ، خاصة وأن أوروبا حرمت أردوغان من تحقيق أي انتصار على حسابها ، لعدة أسباب أهمها أن تركيا دولة من العالم الثالث ، والقيادة العليا فيها لا تعدو أن تكون عميلة للغرب لا أكثر ، أي مجرد أداة ، هذه حقيقة أدركها أردوغان وعاد إلى حجمه الطبيعي والذي يختصر بكونه هو وحزبه مجرد أداة بيد الغرب لا أكثر ، والسؤال الذي طرح على الطاولة الأوروبية لأردوغان : ماذا تمتلكون من الأوراق الشرق أوسطية لكي تسمحوا لأنفسكم بالحلم في أوروبا ؟ وهذه كانت بمثابة رسالة من تحت الماء لذلك الخرف ، ليندفع بطريقة هستيرية نحو سوريا ، والذي سرع من عجلته البالية أنه كان يرى بأم عينه كيف تتخلى أمريكا عن حلفائها لأبسط الأخطاء ،إذن هنالك مشكلة ، تقتضي التحرك نحو سوريا ، في حين أن سوريا بحد ذاتها ليست هدف أردوغان ، بل كامل أسيا ،خاصة وأن الدول العربية الهشة منشغلة بمشاكلها الداخلية ، وإلا كيف سيكون لائقا بالنسب الأوروبي ؟!
ضمن هذه النظرة المبسطة يستطيع المرء أن يتفهم ما الذي دفع حكومة أردوغان لكي تتجه بأنظارها إلى أسيا وخاصة الدول العربية الهشة المنشغلة بمشاكلها الداخلية ، وهذا يعني أن العراق حاضرة في الذهنية الأردوغانية الساعية إلى نصر اقتصادي سريع يضمن لها مكانة دولية ، هذا في الوقت الذي تجد تركيا نفسها أمام المارد العربي السوري بالحجم الحقيقي لها والذي لا يتعدى الوظيفة الغربية ، لكون سوريا منافس صناعي قوي وكذلك تاجر محنك مضافاً لذلك كله أن السوريين ليسوا عرب فحسب بل هم قلب العروبة النابض ومهد المقاومة وقلعتها ، واللسان العربي الذي تهوي إليه قلوب كل من في قلبه ذرة إنسانية لا عربية فقط ، وهذا ما يجعل من السوريين سادة التجارة العرب بلا منازع ، الخلاصة أن سوريا في تركيبتها الحالية تكبح جنون الاستعمار العثماني ، وبكافة المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والعسكرية وحتى الثقافية والتي تنتدب لها تركيا خيرة الضباط الأمنيين ، وتدخل على الدول بأكثر من حجة مثل قضية الأنساب والتي جندت من خلالها فرق أمنية بسترة ثقافية لخدمة مصالحها الاستعمارية باسم الدين وباسم سلالة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حسبنا الله ونعم الوكيل .
لهذا ومن موقعي أقول لكافة القوميات العربية والكردية وغيرها أنتم جميعاً أعداء للمشروع التركي ، ومن لا يتم توظيفه في هذا المشروع يحارب ، والسؤال هنا : هل الحكومة العراقية بهذا الغباء الذي يجعلها تتعامل مع تركيا بكل أريحيه ؟ مستحيل الحكومة العراقية تمتلك من الخبرات والعيون الاستخبارية ما سيفاجئ الجميع ولن تسمح بأن تكون جسر عبور لأطماع هذا المتخلف ، وقد وجدت البديل المتمثل في وسوريا والأردن ، وهذا يعني أن كل من سوريا والأردن أصبحتا قلب الهدف ، ومع ذلك وللأسف الشديد أجهزتنا الأمنية ما زالت تتعامل بطيبة قلب مع حكومة أردوغان والمخابرات التركية التي تصول وتجول في الأردن ، تماماً مثلما كانت بالأمس القريب تصول وتجول في سوريا ، لذلك أنصح كل من أراد كشف الأوراق التركية بسرعة التوجه إلى العراق والذين أسميهم اليوم خبراء في السياسة الأردوغانية ، وإلا لماذا قررت العراق جعل سوريا منفذا عراقيا اقرب للاتحاد الأوروبي في مجال تصدير النفط العراقي إلى الغرب وفي مجالات اقتصادية أخرى ؟ لتضرب عصفورين بحجر واحدة الحجر الأول من اجل حرمان تركيا الأردوغانية وحكومة شمال العراق معا من ميزة الضغط الاقتصادي على العراق !
إذن عملياً الاقتصاد التركي لا يتوقف عند حد التراجع مع أوروبا وإنما يعاني من مشكلات معقدة تصل فيه إلى حافة الهاوية وقد خسر المليارات في العراق وسوريا خرجت ولن تعود إلى التعامل مع تركيا الأردوغانية ، إضافة إلى أن هنالك فواتير الجرائم الإرهابية والمحاكمات الدولية على الإبادات التي ترتكب بحق السوريين والأكراد ، هذا غير الجرائم المقيدة على العثمانيين ،ما يعني أن القضية بالنسبة لأردوغان أكون أو لا أكون ، وفي ظل هذا ما العمل يا سادة ؟ في تقديري لا بد من ربيع تركي يحصد أردوغان وحزبه ويعيد إلى تركيا وضعها الإقليمي والدولي ، ويعوضها عن خسارتها السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية التي عرت تركيا بطريقة فاضحة !
أردوغان وحزبه المبرمج لم يكتفوا اليوم بتقديم النصائح والخطب الحماسية للتحريض على النظام السوري ، ولم ينتظر دعم الخليج والسعودية لتغطية فواتير التسليح هذه المرة ، وإنما سارع وتدخل عسكرياً ، ولكن هذا التدخل سيقود حتماً إلى حرب إقليمية عالمية لا يمكن استقراء تضاريسها أو حدودها أو مكانها أو نتائجها ، وهنا أتساءل ومن موقعي كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي : متى صحت تقديرات أردوغان وحزبه ، وفي هذا التدخل بالذات كم ستكون الخسائر على تركيا التي ستتخلف قرن من الزمن على أقل تقدير إذا ما قرر الرئيس السوري بشار الأسد الرد على مستوى التدخل في الشأن السوري والاعتداء على السيادة السورية ؟!
الحكومة التركية لا ترتكب الخطأ وإنما الحماقة التاريخية ، بعد أن استنفذت هي وباقي الأدوات التي تم توظيفها من قبل القوى الصهيوأمريكية كل أشكال وصنوف الإرهاب والخداع والكذب والزيف الإعلامي والنفاق والعهر السياسي والخسة والدناءة الاقتصادية، إضافة إلى الحصار والضغط والخداع، وتشويه الصورة الحقيقية للمقاومة السورية العربية الإسلامية والإنسانية بقيادة الرئيس بشار الأسد ، إضافة إلى إرسال كل مرتزقة الأرض والعصابات والمافيا لنشر الرعب والفوضى والقتل والإجرام والتشريد الذي لم تشهده البشرية منذ خلق آدم إلى اليوم ، الله أكبر يا لثارات النساء الخشع والأطفال الرضع والشيوخ الركع والبهائم الرتع ، أتساءل أين تعالجون جرحاكم ؟ في مشافي إسرائيل ! على أي أساس تعالجكم إسرائيل ؟ تعالجكم لوحدة الهدف والمصير ، مصيركم واحد ، واليوم أردوغان يشارك بدفاعات تركيا الجوية بشكل مباشر في المعركة إلى جانب الإرهابيين التكفيريين ظناً منه أنه سيحقق شيئاً لهؤلاء على الأرض،كيف يا أحمق وأنت ترتكب أبشع حماقة بحق تركيا التي ستصبح ماضي ؟ ومع ذلك سينتصر الأسد ، ولكن لماذا سينتصر الأسد ؟ سؤال برسم حماقة أردوغان وكل من يحارب سوريا اليوم ؟ لأن المصلحة العليا لما نسميه كإنسانيين بالعالم الجديد مع بشار الأسد ، والسؤال الأخطر ما هو العالم الجديد ؟ للإجابة نقول العالم المتعدد الأقطاب ! خادم الإنسانية