أنتِ الحياة
هي المرأة في يوم عيدها، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً بل تتقدم بجدارة إلى الأمام، لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود وما تكبلت به من عصبيات جاهلية، مؤمنةً بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة إلى الأمام بلا تراجع يحذوها الأمل وثقة المدافع عن الحق.
بيومنا الحاضر أصبحنا نتلمس اثر مشاركة المرأة الفاعلة في حياتنا وعلى مختلف المستويات والاشكال ومساهماتها الكبيرة في عملية النهضة بمختلف جوانبها الإنسانية والثقافية والاقتصادية والعلمية والابداعية، وواضح ذلك من إيمانها برسالتها الخالدة وقدرتها على العطاء التي فاقت كل الحدود.
حضور المرأة هو ما يجعل البيت وطناً، فهي نبراس الحياة وإن صلحت صلحت الحياة، وكم هو جميل أن يتعلم الرجل كيف يتعامل مع شريكته في الانسانية، فمن الضروري أن يتقن الرجل فن التعامل الانيق مع المرأة، فنجد المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير إهتمامه، بينما نجد المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالاعجاب؛ ولكن، المرأة العطوف والحنون وحدها التي تفوز بالرجل العظيم .. الرجل صاحب الكلمة والموقف الحق، الرجل الخلوق هو ذاك الرجل الذي يستحق المرأة العظيمة.
رائعة أنتِ يا سيدتي بجمالك؛ بفكرك واخلاقك ودينك، بعفويتك وقلبك الحنون، حتى بعيوبك وبسلبياتك وبتلك الهالات السوداء اسفل عينيك؛ لا تخجلي منها ولا تخفيها خلف المساحيق بل دعيها تظهر للجميع وافتخري بها فما هي إلا أثر حلم يستحق التضحية والسهر، آنسة كنتِ أم متزوجة أم حتى مطلقة أم أرملة تبقين متميزة بطموحك وجديتك ونجاحك، فالذي يحدد مدى روعتك هو روحك وشخصيتك.
لكل إمرأة معطاءة كانت ولا زالت تصنع النجاح والحياة بحب لنفسها ولمن حولها، تحدي الأيام واصنعي همسة باسمك، تحفة من يديكِ بإبداع أو من قلمك حروفاً تخلدك وتفتح عيوناً غشاها غبار الجهل، فهذا الكون يحتاج لامرأة قوية تدرك كينونتها وتثبت ذاتها وتبعث بعض الحياة وسط كل هذا الموت، مدي يديكِ لإنقاذ العالم من هذا الشتات، كوني ناعمة وقوية .. كوني عنيدة .. مأيدة ومعارضة .. كوني أنتِ الماء وانتِ النار كوني أنتِ الحياة. كتب. هند السليم