شـجرة بـث
في مرحلة ما يسمى بالطفولة، لم تكن جميع ألعابنا مفرحة، اذ كان ينتهي بعضها بايذاء الآخرين ، وعلى سبيل المثال لا الحصر، اذكر لكم واحدة من الألاعيب المؤذية التي كانت متداولة في حارتنا.
اللعبة سهلة، أسهل من سرقة الرضّاعة من فم طفل، كل ما عليك هو ان تكون في مواجهة زميلك الذي لم يتعرف على اللعبة بعد، وتقول له:
– احكي» شجرة بث»
فاذا قال «شجرة بث» فهو مضطر في نهاية الكلمة أن يضع طرف لسانه بين أسنانه (جربوا ذلك للتأكد، ولا تخافوا……. أنا بعيد عنكم).
وما ان يلفظ العبارة ، حتى تستغل أنت الفرصة، وتضرب طرف ذقنه بيدك من الأعلى الى الأسفل. فيعضّ الآخر على لسانه ويشخر ألما، بينما أنت تشخر ضحكا عليه مع الأطفال الآخرين.
مشكلة هذه اللعبة انها تصلح لمرة احدة ثم لا تعود تنطلي على ذات الطفل مرة ثانية ، الا اذا كان أهبلا.
كبرنا وكبرت معنا اللعبة وصارت تقوم بها الحكومات، وصرنا نتعرض لعضّ انفسنا المرة تلو المرة (احيانا من ذات الطفل- الحكومة)دون أن نتعظ أو نتعلم بالمحاولة والخطأ، على الأقل. ودون ان تذكّرنا ألسننا المدماة، بأننا في طريقنا الى قصها بأسناننا ذاتها.
لم نتعظ من (بث ) الحكومات قط، وها هي مؤسسات المجتمع ومقدرات الدولة – تباع بلا ثمن تقريبا- ، وكل ما نملك أن نفعلة هو أن نشخر ألما بعد كل بيعة .