0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

بين وزيري المالية والصناعة

إذا صح أن هناك خلافات حادة بين وزير المالية الدكتور امية طوقان ووزير الصناعة والتجارة المهندس حاتم الحلواني ، كما تقول بعض وسائل الإعلام ، فهذه ظاهرة صحية ، معناها أن هناك اجتهادات وزارية مختلفة هدفها المصلحة العامة.
هناك مشكلات وصعوبات تواجه القطاع الصناعي وتستحق العناية ، ومن واجب وزير الصناعة ، وهو نفسه صناعي عريق ، أن يحاول مساعدة هذا القطاع على تجاوز الصعوبات.
تجاوز الصعوبات في أي قطاع اقتصادي له طريقان ، واحد سهل وهو رش المال عليه أو غمره بالإعفاءات والمزايا ، والثاني صعب وهو القيام بإصلاحات إدارية واقتصادية من شأنها تحسين اقتصاديات الإنتاج.
يبدو الان أن وزير الصناعة والتجارة أميل إلى الحل السهل ، وهو منح الصناعات المتعثرة تسهيلات وإعفاءات سخية ، في حين أن وزير المالية ينظر إلى الصورة العامة الممثلة في العجز المالي وتفاقم المديونية ، وليس على استعداد للتضحية بالإيرادات لمجرد تجنب الحلول الصعبة.
ليس من حق معلق خارجي أن يحكم بين الاتجاهين ، لأن ذلك يحتاج لدراسة كل حالة على حدة. ومعرفة ظروفها ، وكلفة الإعفاءات المقترحة ، ومردود تلك الإعفاءات وما إذا كانت هناك بدائل أقل كلفة.
في الأردن مشكلة صناعية بالتأكيد ، وهي تحتاج للعلاج ، ولكنها ليست مشكلة مصيرية مثل الوضع المالي الصعب للمملكة. الفرق بين الحالتين هو الفرق بين الجزء والكل.
على ضوء ما تسرب عن طبيعة الخلاف بين الوزيرين ، يستطيع وزير الصناعة أن يتهم وزير المالية بأنه يأخذ مواقفه وقراراته لاعتبارات محاسبية ، في حين يستطيع وزير المالية أن يتهم وزير الصناعة بأنه ما زال يتصرف كرئيس لغرفة الصناعة المتعطشة للمكاسب على حساب المال العام.
التنافس الوزاري أمر مفهوم ومقبول ، ومن هنا يأتي دور رئيس الوزراء الذي ينسق بين الاتجاهات ، وفي نهاية المطاف يحسم الخلاف ويقرر السير بهذا الاتجاه أو ذاك.
عند هذه الدرجة من التنافس لا تفيد معارك الغالب والمغلوب ، والتعديل الوزراي هو أسوأ الحلول ، فالأصل أن من حق وزير الصناعة أن يطالب بمكاسب صغيرة أو كبيرة للقطاع المسؤول عنه يتفهمها وزير المالية ، ومن حق وزير المالية أن يقول لا لأسباب يتفهمها وزير الصناعة.