0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

ولادة رسول الإنسانية هي ولادة عصر جديد في حياة البشرية

كان المجتمع العربي في الفترة التي سبقت ولادة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعيش في قمة الانحلال الأخلاقي والاجتماعي , حيث كانت هناك عادات وتقاليد وأعراف تجعل من الإنسان في تلك الفترة كأنه يعيش في غابة , وكانت الشريعة الحاكمة هي ” شريعة الغابة ” فالبقاء والحياة والرفاهية والتسلط والحكم للأقوى , وكانت هناك الفوارق الطبقية والفوقية , فلا كرامة لمن لا سلطة وسطوة له , استعباد الفقراء , وأد البنات , احتقار المرأة , الظلم , الجور , التجبر , الطغيان … إلى ما لانهاية من التصرفات التي لا تصلح أن يتعامل بها حتى مع الحيوانات , على الرغم من وجود بعض الصفات الممدوحة عند العرب كالكرم والشجاعة والنخوة لكن الصفات الأخرى قد غطت عليها وذوبتها .
ويزيد على كل هذا هو غياب العقل وتغيبه وإتباع الهوى والشهوات والنزوات وحب الدنيا والجاه والسلطان والمال , حتى وصل الأمر بعبادة الأصنام والأوثان من دون الله سبحانه وتعالى , فأصبح المجتمع العربي عموما والمجتمع الحجازي خصوصا يقع في قاعدة الهرم في تصنيف المجتمعات الأخرى والتي تنظر له بكل ازدراء واحتقار .
إلى أن من الله على البشرية بولادة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ولد معه عصر جديد وقوانين جديدة غيرت حياة المجتمع العربي فتحول العرب من قاعدة الهرم إلى قمة الهرم بفضل هذه الشخصية العظيمة , فأعطى الهادي الأمين للإنسان كل حقوقه وأسس لذلك الأمر كل القواعد , فحرر العقول , وألغى الرق والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى وساوى بين العرب وآخا بينهم حتى صاروا سواسية كأسنان المشط لا فرق بين حر وعبد ولا بين سيدة وأمة ولا بين فقير وغني … ونقل المجتمع العربي من ذل عبودية الأصنام والأوثان إلى عز طاعة الله سبحانه وتعالى الواحد الأحد , وعزز كل القيم الممدوحة والفضائل التي كانت موجدة عندهم والتي غطت عليها كل الصفات السيئة والبهيمية , فقال صلى الله عليه وآله وسلم { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق } , فكان سيد الخلق والأخلاق , منبعا للإنسانية بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى حتى وصفه العلي الأعلى بصاحب الخلق العظيم { وإنك لعلى خلق عظيم } فحقق صلوات الله وسلامه عليه انتقاله نوعية في المجتمع العربي جعلتهم هم أصحاب الأفضلية والسبق في كل شيء .
وتكريما لهذه الشخصية العظيمة امرنا الله سبحانه وتعالى أن نتأسى به صلوات الله عليه وسلامه وان ندافع عنه لأنه يمثل الخط الإلهي , وحبل الله المتين , والرمز الأعظم في دين الإسلام , ولان أي قدح أو تطاول أو تجرأ على مقام هذه الشخصية يعتبر تطاولا وقدحا وتجرءا على الإسلام وعلى الإنسانية وعلى الخط الإلهي الرسالي , وهذا أصبح أمرا واجبا عقليا وشرعيا على كل فرد مسلم وحتى غير المسلم ممن يهتم بمسائل الإنسانية وحقوقها , وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق نجد أن سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” كان وما زال المدافع الأول عن شخص ومقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالقول والفعل .
خصوصا بعد كثرة التطاولات التي صدرت من أعداء الإنسانية والإسلام التي أريد منها تشويه تلك الصورة العظيمة لصاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وآله وسلم , فقد أمر سماحته ” دام ظله ” بالانتصار والانتفاض والدفاع عن شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك من خلال الخروج بتظاهرات استنكارية لتلك الأفعال , وكذلك خلال إصدار عدة بيانات يدعو فيها المسلمين للانتفاض وكسر حجب الصمت على الانتهاكات الحاصلة ولعل بيان ( نصرة الصادق الامين صلى الله عليه وآله وسلم )
   
من أبرزها , ومما جاء فيه :
{.. الصمت المهين والسكوت الرخيص المطبق الوضيع على ما جرى ويجري من اعتداءات وانتهاكات على المقدسات والحرمات والكرامات والأعراض والأجساد والأرواح وأخيرها وليس آخرها ما حصل ويحصل من قرح وقدح وجرح وطعن واستهزاء وسخرية بالقرآن الناطق صاحب الخُلق العظيم النبي الصادق الأمين الناصح الكريم (صلوات الله عليه وآله ) وكما حصل سابقاً ويحصل مثله تجاه القرآن الصامت كلمة الله الحكيم الصامت .
وعليه فالواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني والتأريخي يلزمنا نصرة النبي المظلوم المهظوم (صلوات الله وسلامه عليه وآله ) بكسر جدار وجدران الصمت وشق حجاب وحجب الظلام وإثبات ان الأتباع الأخيار الصادقين لمذهب الحق هم الأنصار الحقيقيون للإسلام والقرآن والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهم المحبون العاشقون لنبي الإسلام وقرآنه الناطق ولدستوره الإلهي الخالد …} .
وكذلك أمر سماحته “دام ظله ” بكتابة البحوث والمؤلفات التي تكشف كل جوانب حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم , من أجل رفع الشبهات الواقعة , وإحياء تراثه الشريف و التعريف بشمائله و أخلاقه و عظمة شخصيته , وتكون هذه الأمور في سلسلة من المؤلفات أطلق عليها اسم (السلسلة الماسية في نصرة الصادق الأمين و سيرته القدسية )  وهي تحوي على العديد من المؤلفات التي تتبنى تشجيع الكتابات ردا على من يحاول طمس أو تشويه سيرة النبي الخاتم صلى الله عليه و آله و سلّم وهي :
الحلقة (1): ’المعاناة المحمدية في تبليغ الرسالة الإلهية‘
الحلقة (2): ’السيرة العطرة في أخلاق النبي الطاهرة‘
الحلقة (3): ’قيم السماء تتجسد في خاتم الأنبياء‘
الحلقة (4): ’ومضات من تاريخ الرسول (ص)‘
الحلقة (5): ’الإقتداء بخاتم الأنبياء (ص)‘
الحلقة (6): ’محمد المصطفى (ص) المظهر الكامل لأخلاق السماء‘
الحلقة (7): ’الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (ص) أسوة و قدوة‘
الحلقة (8): ’الغرب ينحني تعظيما للنبي محمد (ص)‘
الحلقة (9): ’قبسات نورانية من السيرة النبوية‘
الحلقة (10): ’رحيق من الرسالة المحمدية‘
الحلقة (11): ’رجل أصبح أمّة‘
الحلقة (12): ’سيرة الرسول الأعظم (ص) مواقف و عبر‘
الحلقة (13): ’ومضات في الحركة الإصلاحية للنبي الخاتم (ص) و طرق نصرته‘
الحلقة (14): ’نبذة مختصرة من مواقف المحرر الأعظم و الرسول الأكرم محمد (ص)‘

الكاتب :: احمد الملا