الخروج من المأزق أهم من الانتصار
سأختلف مع البعض حول المستجدات على الساحة السورية وليس من باب التشكيك او عدم القدرة لكن البعض يبدو انه تسرع في التحليل ولم يأخذ بالحسبان دواعي التطورات المفاجئة التي حدثت خلال الأيام الماضية بإعلان أميركا التخلي عن دعم الجيش الحر والدعوى التي قدمها مندوب سوريا في هيئة الأمم المتحدة ضد حكومة آل سعود ونتائج القمة الخليجية مع حلفائهم الغربيين والتي أدت مخرجاتها حتى ألحظة إلى خروج الجيش الحر من الساحة العسكرية والسياسية بهدف التخلص من أعباء نتجت عن تقدم الجيش العربي السوري في العديد من المحاور القتالية وكشفه عن حقائق بقيت طيلة فترة الحرب على سوريا طي الكتمان والإنكار .
اتهام الحر بالتقاعس بعد خسارته للعديد من المناطق التي كان يسيطر عليها خلق حالة من الخلاف بين الحلف التركي ألإخواني الداعم للجيش الحر مع الحلف السعودي الداعم لجبهة النصرة وداعش والذي أدى إلى انحيازا أمريكيا واضح على حساب الطرف الأول وهاهم يتفقان على تسليم القيادة العسكرية إلى داعش او بثوبها الجديد ( الجبهة الإسلامية ), النقاش يدور حاليا حول المحور الأهم خطورة وهو ما بعد الخروج من سوريا ومطالبة السورين بمعاقبة الداعمين للمسلحين مما قد يؤدي إلى إدانة لتلك الدول وإدراجها ضمن قائمة الدول الداعمة للإرهاب وهذا ما باتت تخشاه دول غربية وعربية قدمت كل أشكال الدعم لهذه المجموعات والتي يندرج اسمها تحت قائمة التنظيمات الإرهابية فمن اجل إبعاد هذه الإدانة عنهم تم التضحية بما يسمى الجيش الحر وتحميله المسئولية عن استيلاء الجماعات الإسلامية للأسلحة الفتاكة والتي تم توريدها بالسابق لكل المجموعات المسلحة بلا استثناء ومحاولة إبعاد تورطهم قد تكشف ولم يعد يخفى على احد , الهدف أصبح واضحا من الانسحاب الذي جرى من قبل قيادة الحر ليؤكد على حجم التخبط وعدم إمكانية إدارة المعركة ضد الشعب السوري وجيشه , فلن يختلف الأمر كثيرا أمام الجيش السوري لسحق كل من يريد مواجهته فمنذ بداية الأزمة فإن قيادة الجيش تعي حجم المؤامرة وتتعامل مع كل الأسماء باسم واحد بأنهم إرهابيون استهدفوا دولتهم الآمنة , فالخروج من مأزقهم أصبح أهم من ما كانوا يسعوا له من انتصار .
ومع ذلك لن يتوقف الدعم الأمريكي السعودي لداعش والنصرة وسيبقى مستمرا تحت غطاء المسمى الجديد (الجبهة الإسلامية) لكن ما تواجهه هذه الجبهة الجديدة هو عدم وجود قيادات من أصول سورية فمعظم قادتها هم من الخليج العربي والعراق فالبحث جار لإيجاد قيادات تكون في واجهة الإعلام كي لا يقال ان السعوديين والأجانب هم من يقاتلون السوريين وبالتأكيد انه سيعلن خلال الأيام القادمة حسب اعتقادي عن قيادة سياسية وإعلامية من بقايا الحر او ممن يرون فيهم غطاء لعملياتهم التي ستنتقل إلى الحالة المتبعة في العراق واليمن .