0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

نور شهيدة العنف المجتمعي

نور
ضحيّة العنف المجتمعي
هي نور العوضات شهيدة الفجر شهيدة العلم والوفاء والاخلاق ابنة العشرين ربيعا الطالبة في كلية الشريعة /سنة ثالثة بجامعة آل البيت تغمّدها الله بواسع رحمته وغفرانه واسكنها في مرتبة علّيّين قضت شهيدة واجب كانت تسعى اليه تقرّبا لله وخدمة لأبناء مجتمعها ولكنّ القدركان في وقته وقد استغلّ قرارات خاطئة وتصلّب في إتّخاذ مواقف مسؤول وباغت الشهيدة على يد شخص بعيد عن الله قريب من الشرّ واهله فكان القدر بالمرصاد…….
ومع ايماننا بان الميلاد والموت والرزق من لدن العزيز الحكيم العادل ولكن مقتل الشهيدة نور بهذه الطريقة الاجراميّة وهذا الوقت الذي هو وقت يكثر فيه التسبيح لله تعالى وبغض النظر عن اي تفاصيل فإنّه يعطي مؤشرا قاطعا على تفشّي العنف المجنمعي والناتج بالمجمل عن غياب السلطة اولا وغياب العدالة ثانيا والاحوال التي يعيشها الناس من فقر وجوع وفزع من القادم المجهول في ظل شيوع الفساد وغياب العدل والمساواة بل وتولّي حكم العباد اناس ليسوا اهلا لذلك وإلاّ كيف لهذه الجريمة البشعة ان تقع وبالرغم من ان اركان الجريمة المبيّتة واضحة كما نشرت وسائل الإعلام وما زال الحكم لم يصدر مع ان مقتل الشهيدة اضحت قضيّة رأي عام وليست قضيّة تأخير وتقديم الساعة ستّون دقيقة فذلك قرار اداري تم اتخاذه دون دراسة كافّة ابعاده وآثاره وليس التوفير المادّي فقط حيث تم التراجع عن العناد الآن .
لا شكّ ان ما نشاهده من حوادث اجرام وقتل وسرقة سيارات وغير ذلك من اغتصاب وما ينتج عنه من انتقام وتدمير وخراب واختطاف ومشاجرات عائلية وعشائرية وطالبيّة التي تصل لحد استعمال الاسلحة النارية والبيضاء التي ينتج عنها ضحايا من قتلى وجرحى وتتولّد منها الضغائن وردود الفعل وما يترافق مع خراب ودمار و جلوات وتعطيل عن الاعمال وتأخير في التنمية والإنجازوتوليد الإحتقانات في النفوس وتعكير في صفو الحياة الإجتماعيّة .
كم يحزن كل اردني ان يرى بدل انضمام اردني او نشميّة لمواكب التنمية والاعمار لاردننا الحبيب ان نرى شهيدة تسقط بيد غادرة تجهل درب الإعمار وبناء الاجيال المؤمنة الواعدة .
إن مقتل الطالبة نور العوضات بهذه الوحشيّة دليل آخر على ضياع هيبة الدولة واذرعها الآمنيّة ومع ذلك لا زالت الحكومة تتغنّى بملهاة الأمن والآمان برغم كل ما يحصل من جرائم وخلافه علما بان الامم المتحدة والمنظمات والهيئات الدولية تضع الاردن في مراتب متأخرة عالميا خاصة في سعادة ورضى المواطن ومستوى دخله وغيرها من المعايير والشروط المرعية في شروط التنافسيّة الدوليّة .
وقد تراجع الاردن كثيرا في السنوات الاخيرة حيث استشرى الفساد وقلّت انتاجيّة الموظف وتراجع الانتماء وزاد عدد الطبقة المسحوقة واضمحلّت الطبقة الوسطى وتوسّعت الفجوة بين رواتب ومداخيل اصحاب الوظائف العليا ورواتب بقية الموظّفين الى ارقام غير مسبوقة وزاد هدر الثروات الوطنية والتعدّي على حقوق المواطنين واستغلال المحسوبية والشللية في التحكّم بمصالح العباد واكل حقوقهم دون عقاب رادع او حساب نافع او حكم عادل يشفي غليل الناس ومن هنا نقول ان استشهاد الطالبة نور لم يكن بسبب توقيت شتوي خاطئ او نقاش عابر وانما هو بسبب دافع شيطاني كامن في نفس بشريّة محبطة مليئة بالهموم مغمورة بالحقد والحسد والقهر والذل وعدم المساواة وكان الاولى بالحكومة وهي كباقي الحكومات المتعاقية التي تتحمّل تراكم تلك الاحمال من الذل والقهر للمواطن كان اولى بها ان تعطي الاولويّة والاستعجال الشديد لاصدار حكم الاعدام على القاتل لكي لا تسمح لذلك النهج بالسؤدد في المجتمع كما كان مع الفساد عتدما تهاونت الحكومات في محاسبة الفاسدين والقصاص منهم باغلظ العقوبات ويسرعة قصوى مما جعل الفساد يستشري وبستسهله المواطن والمسؤول على حد سواء ومّكن الفاسدين في الارض واصبحوا من اصحاب القرار والعقد والحل و الربط والانكى من ذلك بات المسؤول حريصا على عدم اغتيال االشخصية للمتّهمين وكأنما المواطن لم يكن له شخصيّة او اعتبار عندما سمحوا بانتهاكها وبات القاضي لا يستطيع إثبات التهمة غلى المتّهم لأنّه بمساعدة جماعته استطاع إخفائها وهكذا ازداد الفاسد عزّا وجاها وازداد المواطن البسيط فقرا وذلاّ وتحوّل المجتمع الى حالة بحاجة لدراسة من اهل العلم والحكمة لإعادة المجتمع الى السكّة الصحيحة وهذا بحاجة لسنوات عديدة تتطلّب تغيير ثقافات وعادات وتتطلّب حزما قد يلحق ظلما هامشيّا للبعض ولكن للضرورة احكام .
وعلى الحكومة ان لا تعيد مأساة إستشراء الفساد واستقوائه وذلك بان تسمح بشيوع الجريمة واستخفاف المجرمين بالحكومة واجهزتها حتى يتمكنوا من جعل شريعة الغاب هي الاساس ويجب ان تتعامل مع هذه الجريمة بالذات على انها المفصل بان نكون او لا نكون .
رحم الله نور العوضات شهيدة العلم في ذلك الفجر الحزين والهم اهلها وذويها الصبر وحسن العزاء وجعلها رفيقا مع الشهداء في علّيّين .
{ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (33) } صدق الله العظيم
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة ورحم الله شهدائه ووقاه اي شر .
احمد محمود سعيد
12 / 12 / 13