الواقع الثقافي في العقبة…نحو الهاوية!!
بعيداً عن التعريف الأوروبي للثقافة أو الى ما ذهب اليه علماء الأنثروبولوجيا أمثال (اليوت) و(ماثيو أرنولد) ,أعرج على مفهوم بسيط للثقافة من أنها باختصار تشكّل الضمير الوطني مثلما يشكل الأعلام والفن والأبداع روح الحضارة الأنسانية,كما أنها تشكّل لغة المجتمع ومنطلقاته في الحياة والمحدد لسلوكه الأنساني ولن تقتصر على زاوية محددة أبداً .
هذه مقدمة استهلالية للحديث عن المهرجانات الثقافية والتي من المفروض أن يكون محورها الرئيس هو النهوض بالعمل والفعل الثقافي والى خلق حالة من التشاركية والتفاعل بين ابناء المجتمع شريطة أن تقوم بتنفيذه جهة ما كعمل تشاركي بين كافة المؤسسات والهيئات الثقافية والمبدعين على اختلاف مسمياتهم ومصنفاتهم الأدبية بشكل عام. في العقبة ثغر الأردن الباسم (أم الحضارات) الزاخرة بالموروثات الثقافية بحكم موقعها الجغرافي والحاضنة لمجموعة كبيرة من الأدباء والكتّاب والشعراء على اختلاف مسمياتهم ,لا زالت الثقافة على الهامش الاّ “وحتى أكون منصفاً ” من بعض الفعاليات المتواضعة التي لا تليق بعراقة المدينة وأدباءها بشكل عام مع غياب كامل لمديرية ثقافة العقبة والتي اقتصر دورها على المشاركة في بعض الفعاليات العامة بمجال تسويق بعض الكتب التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
لا ننكر دور سلطة منطقة العقبة الأقتصادية الخاصة وشركة تطوير العقبة من رعايتها للشأن الثقافي في العقبة ولكن بشكل محدود مع الوعودات الدائمة بانشاء مركز ثقافي شامل يحتضن الفعل الثقافي وللأسف لم يرى النور حتى تاريخة وأخشى ان لا يرى مطلقاً !! نفذت شركة تطوير العقبة بمشاركة العديد من الهيئات الثقافية في العام 2012 مهرجان العقبة للثقافة والفنون واستبشرنا خيراً حين أخذت الشركة على عاتقها ان يكون المهرجان بشمولية فعالياته سنوياً وانتظرنا لضرب عصفورين بحجر ,تفعيل الحراك الثقافي في العقبة والترويج وتسويق العقبة سياحيا,وانتهى العام 2013 لتكون المفاجئة باعلان هيئة ثقافية بشكل متفرد عن اقامة مهرجان العقبة الثقافي التراثي الثالث برعاية معالي وزير الثقافة بعد أيام بفعاليات كالآتي: “” عزف على العود اغاني خليجية “” فرقة كورال اطفال قرية الأطفال sos فيروزيات “” امسية شعرية نبطية لشعراء ضيوف من خارج الوطن “” عرض منتوجات يدوية /مبادرة سندكم وسيكون هذا المهرجان على مدار يومين !! السؤال : مع احترامي وتقديري بشكل شخصي لأعضاء الهيئة الثقافية المنظمة للمهرجان, يا سادتي أين الثقافة وأين التراث بكل بساطة من هذه الفعاليات؟ هل هذه الفعاليات تليق بالعقبة واسم المهرجان الكبير ؟
هل الفعاليات هي الفعل الثقافي التي تستحق ان يطلق عليها (المهرجان)؟ هل افتقرت العقبة للأدباء والكتاب والشعراء ليتم استبعادهم عن المشاركة وهم عصب الفعل والحراك الثقافي في العقبة؟ هل باعتقادكم ان معالي وزيرة الثقافة والتي جاءت من جسم الثقافة ستكون راضية عمّا ستشاهد حتى لو سمعت من عبارات المديح والثناء والأطراء على شخصها ما يجعل جبال الشراه تتراقص؟
أين الأولى ساحة الثورة العربية الكبرى أم فندق الموفنبيك لعرض احدى الفعاليات؟ انا أعلم وبيقين تام أن الفعاليات ستنفّذ وسيكون لي كراصد صحفي واديب وكاتب وقفة مع معالي وزيرة الثقافة والتي ستتفهم ما سأبثه لها من هم عن الواقع الثقافي العام في العقبة لعلّها تنصف الثغر العابس حزناً على الواقع الثقافي. والله من وراء القصد