جدي العجوز العجلوني
جدي عجوز عجلوني عاش أبان الدولة العثمانية ,.واشترك في الحرب العالمية الأولى 1918 , حارب مع الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية والألمانية ضد إمبراطورية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ورومانيا وايطاليا , لا يدري لماذا يحارب وإنما كان جندي مطيع ينفذ الأوامر العسكرية دون جدل أو نقاش , كما يفعلون معظم حكامنا في هذا العصر ينفذون الأوامر الأمريكية الصهيونية الموسادية الفارسية دون نقاش, نفذ ثم ناقش .
جدي العجوز العجلوني شاءات الأقدار أن يعود إلى ارض الوطن بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى, ويعود إلى جبال عجلون ووادي الطواحين وخربة أبو حديد والى عراق الوهج والطنورة , ليحرث الأرض على الدواب على البغل والحمير بالمحراث اليدوي ,ويزرع الأرض بالحبوب والخضروات في فصل الشتاء ,ويلتقط المشمش والخوخ والتفاح والعنب والتين قي فصل الربيع والصيف, ويعمل الزبيب والقطين ,ويعصر العنب ويعمل الخبيصة ويشرب النبيذ غير المخمر, ويحصد القمح والشعير في حرارة الصيف اللاهب , ويقطف الزيتون في الخريف الملبد بالغيوم وينتظر قدوم الشتاء القارص ليشعل صوبة الحطب , ويتدفأ على فحم البلوط وجفت الزيتون , ويأكل السليقة والقلية والبرغل والعصيدة , ويشرب شوربة العدس الساخنة مع البصل والفجل.
جدي العجوز العجلوني كان جندي وفلاح وسياسي واقتصادي وتاجر نشيط وذكي , يفهم الحياة بشكل صحيح , يعمل بجد ونشاط , يتقن عمله بكل دقة وأمان ويخاف الله , ويعمل دون حسيب أو رقيب , يتقى الله في عمله ويأكل لقمته بالحلال ومن تعب يده , لم يمد يده إلى الحرام على الرغم من كثرة الحرام في ذلك الوقت , لم يسرق , لم يرتشي , لم يأكل الربي , لم يبع مخصصات الوطن ولم يفرط بذرة من ترابه على الرغم من الظلم الذي لحق به أثناء وجودة في الخدمة العسكرية العثمانية .
جدي العجوز العجلوني عاصر وعد بلفور , الوعد الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا ارثو بلفور يوم السبت 2 نوفمبر عام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بعد انتصار بريطانيا على تركيا في الحرب العالمية الأولى , وتعلن انتدابها على فلسطين من عام 1918 -1948 , وعاصر قيام الدولة المغتصبة اليهودية في فلسطين والناصرة وحيفا ويافا ,وعاصر النكبات الفلسطينية 48 و67 , وسمع بمذبحة صبرا وشاتيلا في لبنان ,. ولم يستطيع أن يعمل شئ سوى الاستنكار والشجب وذلك اضعف الإيمان , كما يستنكر حكامنا في هذا العصر للقتل في فلسطين وسوريا العراق .
جدي العجوز العجلوني ذهب في رحلة استجمام دينية من عجلون إلى مكة المكرمة مشيا على الإقدام مع قافلة الحجاج في بداية شبابه عندما كان جندي في الدولة العثمانية , حجا واعتمرا وصلى بالمسجد النبوي الشريف وفي الحرم المكي وعند الكعبة المشرفة طاف سبعة أشواط وسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ورجم إبليس اللعين سبع من الحصى في ثلاث جمرات في منى ,ولا يدري أن إبليس موجود في كل مكان إلى يوم الدين ,وهناك أباليس كثيرة منتشرة إلى يوم الدين , وعاد جدي إلى عجلون بعد رحلة دينية مشيا على الإقدام استمرت 6 أشهر .
جدي العجوز العجلوني كان يحب النساء تزوج من أربعة على السنة النبوية الشريفة , ولكنها كانت موزعة على مراحل عمرة , ولم يجمع بين زوجتين في آن واحد , تزوج بالفتاة التركية في بداية الجندية , وختمها في الجدة العجلونيه الفلاحة المحبة للأرض والوطن , كنا صغارا كان يداعبها ويمزح معها , وكانت الحياة بينهما سعيدة , وكانت عندما تزعل جدتي وتخرج خارج البيت , كان يقول جدي- رحمة الله عليه – أتوني بها , أريد أن أصالحها فيدخلها إلى الخربوش وتخرج مبتسمة راضيه , كأنه لم يحدث شي , وعندما عجز جدي وجلس في البيت كانت جدتي تصرخ وتغضب ولا ترضى , وعندما سألنها عن السبب وعدم الرضي من جدي , كانت تقول: الذي كان يصلح بيني وبين جدك مات وغير موجود ألان ليصلح حالنا .
جدي العجوز العجلوني ارتكب حرام في بداية عمرة ولم يصلحه على الرغم من معرفة بأمور الدين والشريعة والحلال والحرام , ورغم صلاته في المسجد الأقصى والمسجد النبوي والمسجد المكي وحجة إلى بيت الله المعمور , إلا انه أصر على الحرام وحرم البنات من الميراث و أعطى الأولاد فقط, وعندما كبرى جدي وعجز أصر على الحرام من جديد وأعطى إحدى الأبناء وحرم البعض من الميراث ومات على معصية وغضب من الأبناء , وترك خلفه معارك طاحنة بين أبناءة وبناته , لا احد يكلم الأخر, وجدي اليوم له صور كثيرة موجودة في القرن الحادي والعشرين ويميزون بين الأبناء والبنات .اللهم ارحم جدي وارحم جدتي وارحم أمواتنا وأحيانا وقنا عذاب النار .
فخري الفلاح النصر
Fakhryali2000@yahoo.com