مدت الأيادي لعوراتنا، فماذا بعد ذلك؟؟
المتتبع والدارس لسياسات ونهج رئيس الحكومة وما يتخذه من قرارات موجهة ومستهدفة لإفقار المواطن، يخاص إلى أن هذا الرئيس لا يرى بنفسه رئيس حكومة ترعى شعبا وتقود وطنا وتدير شؤونه وأن من واجبها خلق الحلول لا اختراع العراقيل والمنغصات. كما أن القرارات المتخذة تباعا ودون أدنى مراعاة لكونها تزيد من قتل المواطن وتخطف سبل البهجة التي تحياها بقية الشعوب، يخلص إلى أن هذه الحكومة قد وضعت نصب عينيها تأليب الشارع وتأجيجه وحشده باتجاه خلق فجوة وهوة كبيرة يصعب جسرها بين الشعب والنظام.
إن بقي جلالة الملك يغض الطرف عما يصنعه هذا الرئيس بالشعب والوطن حتى وإن كان بقصد نضوج التجربة حسب ما يمكن أن يعتقده جلالته، فلا محالة ستسير الأمور باتجاه ما زلنا لا نرضاه ولا نتمناه للنظام الذي يفترض أنه صمام أمام هذا الوطن مثلما نفترض ونتوقع تدخله لإنقاذ الوطن مما نراه يلوح بالأفق وقريب الحدوث جراء سياسات الرئيس التي ما زالت تسير باتجاه التصعيد والتغول والإستقواء على الشعب بقوانين وقرارات وسياسات لا تقود إلا لزيادة الضغط الذي كلما ازداد اقتربت لحظة الإنفجار التي عندها لن ينفع دواء بل ستكون فوضى عارمة وعنف يتجاوزان كل المألوف.
فالتدخل السريع والحاسم من قبل جلالة الملك أصبح مطلبا ملحا وضروريا إذا كانت هناك نوايا جادة لإنقاذ الوطن والنظام نفسه. برلماننا حكومي أكثر من الحكومة نفسها وخصوصا بمعالجة القضايا الرئيسة والخطيرة ولا خير ينتظر لحسم القضايا التي تمس حياة من يمثلهم ومستقبل وطنهم. رئيس الحكومة معين من الملك وهو الذي يستطيع إيقافه وتحجيمه. ومقولة أنه تم ترشيحه من جهات نيابية صوتت له بصعوبة ما هي إلا تحايلات ظاهرها لا يتفق مع المخفي والمستور. بل سيناريو كتب بقلم فايز الطراونة متفقا على الحبكة الدرامية وطرق انفراجها مع السيد النسور نفسه.
لقد تجرأ هذا الرئيس واعتدى علينا ومد يده لعوراتنا بعد أن عرانا ليفعل فعلته، فهل الأجهزة الأمنية التي ترصد نبض الشارع وتنقله للقيادة وكثيرا ما تكتشف محاولات اغتيال وتهريب وتفجير وتآمر، ليست بقادرة على رصد ردود الفعل الشعبية؟؟ وهل هي عاجزة عن تلمس مدى السوء الذي يلحق بالشعب جراء قرارات هذه الحكومة المسيبدة؟؟ نعلم أنها من الكفاءة بحيث تتصدر الأجهزة الأمنية على مستوى المنطقة وهي من الأجهزة التي يشهد لها الجميع بالإحتراف والمقدرة على الوصول للمراد بأسهل الطرق وأقصر الأزمان. فلا عذر لها ولا مبرر إن ظهر لنا ما نفسره تقصيرا. وهذا يقودنا للقول أن هناك خلل أو ثغرة تختفي عبرها الأخطاء وخصوصا الجسيم منها. والثغرة هذه هي ما يجعل كل شيء يراوح مكانه دون أن نلمس تغييرا أو إصلاحا وهذا بدوره ما يجعل الناس مستمرة بالإصرار على الإصلاح. وهذا بدوره أيضا يدفع هذا الرئيس ومن سبقوه ليطبقوا مقولة أن “الغرقان ما بخاف من البلل” وتستمر الحياة بين شد وجذب بين طرفي المعادلة الدولة والشعب دون أن يحقق الأخير شيئا مما يطمح إليه.
لماذا إذا تعرض أحد من علية القوم لخطر ما أو إذا وجدت شبهة ما بخصوص إيذاء أحدهم يتم إكتشافها بزمن قياسي وتجهض العملية برمتها ويلقى القبض على كل من له علاقة بهذا الشان؟؟ لماذا عندما يقتل شعب بكامله ونحن نرى والأجهزة الأمنية والرقابية أيضا ترى أن هناك من يجاهر بذبح الشعب، يبقى المعنيون بلا حراك وكأن الأمر لا يعنيهم؟؟
فهل أجهزتنا الأمنية أجهزة لحماية النظام والبرامكة فقط؟؟ أم هي أجهزة أمنية معنية بالأمن شاملا النظام والشعب؟؟ سنحسن الظن ونبني على التساؤل الأخير، ونوجه لهذه الأجهزه بعض التساؤلات التي تدور بذهن الأردنيين وخصوصا الغيارى منهم ربما نتوصل لدرء المفاسد :
• ألا ترون أن قرارات هذا الرئيس تدفع بالناس لقناعة حتميتها العمل على التغيير على طريقة بعض شعوب دول الإقليم ؟؟
• الا تدركون اننا ما نفتأ نصحو من صدمة جراء قرار جائر لنفاجأ بقرار يفوق سابقه جورا وظلما؟؟
• ألستم أنتم أبناء العشائر من القرى والبوادي وتلمسون من أهلكم مدى ما يلحق بأهلكم من جور؟؟
• ألا تعلمون أن الحجر والشجر مع البشر يودون الخلاص من رئيس الحكومة الذي ضرب الرقم القياسي بقراراته المفقرة وسياساته التي تقود لتأجيج الشارع بدل أن تعمل على تهدئته؟؟
• ألا ترون تخبطاته وتصريحاته التي تفتقر لأدنى مقومات الديبلوماسية والتي تسيء لعلاقاتنا مع بعض الدول؟؟
• ألا تفهمون بعد نعومته الظاهرة التي تخفي مخالب إفتراسية بها يفترس أهلكم وأنتم وعشائركم جزء من هذا الشعب الفريسة؟؟
• هل تنقلون صورة الأوضاع القائمة لولي الأمر ة تشرحون له مدى خطورة هذا النهج على النظام نفسه وعلى الوطن والمواطن ليتخذ القرار الذي ينتظره الشعب وينسجم مع طموحاته ورغباته وبالتالي نتجنب النتائج الوخيمة المترتبة بحال تركت الأمور على عواهنها؟؟
• إن كنتم تصورون أن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح لكي لا تزعجوا ولي الأمر، فهنا ترتكبون خطيئة تنعكس وبالا على النظام مثلما تنعكس على الوطن. إن كان الكذب ينجي فالصدق أنجى.
• الحكمة تقول : “صديقك من من صدَقَك وليس صديقك من صدَّقك” فهل تؤمنون بهذه الحكمة؟؟ إن أجبتم بنعم، فلماذا لا نلمس إصلاحا أو تغييرا أو تعديلا يقترب على الأقل من نبض الناس؟؟ وإن أجبتم بلا، فلا عجب إذ المكتوب يقرأ من عنوانه.
الإنفجار العربي بلغ من عمره الثالثة، والناس تطلب تغييرا لم يتحقق, وتنتظر إصلاحا لم يولد, وتطمح نحو العدل ولم يزل غائبا, وتصرخ بأعلى صوتها لتعبر عن أوجاعها فلا من يسمعها ويسعفها ولم يبقَ إلا الموت البطيء.
لنفترض أن من يرفعوا التقارير المتعلقة بالشأن العام لم يقوموا بواجبهم كما أقسموا عليه وكما هو متوخى منهم فهل النظام مازال لا يعلم بالواقع الذي يعيشه الناس وما زال لا يعلم بما يتفنن به دولة الرئيس من أساليب التأجيج والثوران التي لا تحمد عقباها؟؟
نؤمن وندرك ونود وكلنا قناعة أن نظامنا الهاشمي هوالقاسم المشترك لطبيعة التنوع السكاني الذي امتحننا الله به بهذا الوطن الطيب. بالمقابل نتوقع من نظامنا أن يلتفت لنا ويزيح عن صدورنا ما يثقل كاهلنا، أما أن ننتظر لينهي مدة الأربعة سنوات, ولا أظنه سيبلغها, لأن لدى الناس فائض من أسباب اللحاق بركب باقي شعوب المنطقة.
لا ندعو ولا نرغب لا سمح الله أن يصل حالنا لحال من نال منهم الإنفجار العربي، لكننا بغيرتنا على الوطن وسعينا لاستقامة الأمور، نحذر ناصحين من تدارك الأمر قبل أن تقترب النار من الفتيل وأراها تقترب فهل من سامع لإطفائها؟؟
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com