اتفاق اعلان المبادئ
عشرون عاماً بالتمام والكمال مرت على ماسمي باتفاق اعلان المبادئ ( اوسلو ) بين الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينيه ، بين مغتصب محتل ومسلوب الأرض مشرد ، بين الهمجية والأنسانيه ، بين الباطل والحق ، عشرون عاماً مضت والجميع ينتظر ويحلل ويتنبأ ، ولكن قبل الوصول الى نتيجة ما ستتمخض عنها المفاوضات الدائرة الأن بين الطرفين لابد من الوقوف على نوايا وما يخبئ الطرف الصهيوني في جعبته ، ولأننا لسنا من المنجمين لنعرف ذلك سنطالع بعض اقوال قادتهم ماقبل توقيع الأتفاق وبعده
دافيد بن جوريون أول ورابع رئيس وزراء للكيان الصهيوني : لو كنت زعيماً عربياً لن أوقع اتفاقاً مع اسرائيل أبداً ، انه أمر طبيعي لقد أخذنا بلدهم ، هم لايرون إلا شيئاً واحداً فقط هو اننا جئنا واخذنا بلدهم فلماذا يقبلون بهذا الأمر . وقالت جولدا مائير رئيسة وزراء 69ـ 74 : كل صباح اتمنى ان أصحو ولا أجد طفلاً فلسطينياً . أما اسحق شامير رئيس وزراء ماقبل وبعد الأتفاق 86ـ 92 فيقول : انه من الخطأ ان نوهم شبابنا ان سلاماً يمكن ان يكرس بيننا وبين العرب . ويقول شمعون بيرس رئيس وزراء 94ـ 96 : ان المفاوضات بين الأسرائيليين والفلسطينيين كانت حقيقه بين اسرائيل ونفسها . وقال أيهود باراك 99ـ 2001 : القدس هي العاصمه الأبديه لأسرائيل وستبقى موحده تحت السيادة الأسرائيلية ولن تقسم أبداً . أما أرئيل شارون 2001ـ 2006 فقد لخص كل مبادئ الصهاينة قائلاً : جميعنا يجب ان يتحرك ان يركض ، يجب ان نستولي على مزيد من التلال ، يجب ان نوسع بقعة الأرض التي نعيش عليها فكل مابين ايدينا لنا ، وما ليس بأيدينا يصبح لنا .
هذه اقوالهم ونواياهم واضحة وضوح الشمس لا يستطيع أي عاقل تأويلها أو تفسيرها بغير معناها ، وها نحن بعد عقدين من توقيع هذا الأتفاق ، وبعد عقدين من المفاوضات العبثية الفاشله ماذا تحقق على ارض الواقع سوى سلطة هزيلة لاتملك من زمام امورها شيئاً ولا تستطيع ان تتخذ قراراً إلا بموافقة عدوها الذي اصبح صديقاً لها يقابل بالقبلات والأحضان وتعاون أمني ضد ابناء شعبها ورهن اموالها لرحمته المنزوعة نحو شعبها مقابل ذلك حقق الصهاينة مالم يكن في احلامهم اعتراف عربي بشرعية كيانهم والتعاون والتعامل معه سواء علناً ومن مازال خجولاً فسراً ، والأستيلاء على القدس كاملة وتوحيدها لصالحهم والعمل على هدم المسجد الأقصى ، وتحويل الضفة الغربية كاملة الى مستوطنات تفصل بينها الأحياء الفلسطينية وكأنها للناظر اليها صهيونية في الأصل والعرب دخلاء عليها ، والقتل والأعتقال والطرد لأهل البلاد لا يتوقف ، من منطلق ان العرب والفلسطينيين لا يستحقوا الحياه ، وقد عبر عن ذلك صراحة عضو الكنيست ريتشارد جير بقوله : العرب عبء على العالم يجب إبادتهم .
لقد صدقوا فعلاً عندما أطلقوا على الأتفاق إتفاق اعلان المبادئ فقد حقق الكيان الأسرائيلى ما يريد من مبادئه ورغباته ويسير على طريق واضحة المعالم بالنسبة له ، بينما السلطة الفلسطينية تتنازل عن مبادئا وطلباتها حسب سير المفاوضات وتسير في طريق اصبحت ضبابية بحيث اصبحت الرؤيا للمفاوض الفلسطيني غير واضحه ، فعلاً نستطيع القول انه اتفاق اعلان المبادئ وليس اتفاق سلام .
Email;shareefshareef433@yahoo.com