0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

هل وصلت إلى الخمسين؟ .. إبشر الآن بدأت حياتك !!!

 

يعتقد الكثيرون أن وصول الإنسان سن الخمسين عاماً يكون قد دخل مرحلة التقاعد والتي توحي للبعض بأنها مرحلة عقيمة وغير منتجة ونهاية زمن العطاء والنشاط ووداع مرير لمرحلة الإنتاج والخضوع للأمر الواقع بالبقاء في البيت مما يجلب بالتالي الكثير من المشاكل والهموم لمن حوله من زوجة وأبناء ، كونه أصبح غير قادر على العمل والإنتاج ومزاولة حياته الشخصية والإجتماعية كما كان يمارسها في السابق ، وأنه سوف يعتريه كم من الأمراض النفسية والبدنية والبدء بتعاطيه العديد من الأدوية والمهدئات ليعتمد بالتالي على زوجته وأبناءه لمساعدته على تسيير حياته ، لإعتقادهم الخاطئ وفهم البعض أن الخطر على الصحة قادم لا محالة والخوف لإقترابه من الموت بعد نجاته منه وتعديه هذا السن مثقلاً بآلام الماضي ومتاعبه مما سيحطم نفسيته ويضعف من حيلته ويرهق قلبه ويتعب عقله في التفكير بما ستؤول له حالته ليمكث هزيلاً فيما تبقى له من العمر ينتظر قدره .

 

 

 

إلا أنه في الحقيقة وكما جاء في مقدمة لمقالة نشرت في موقع شركة “البوابة” بعنوان “المرحلة الذهبية في عمر الرجل .. الخمسين” وأن هناك فرقا ‏ ‏بين العمر بمعناه العددي ومعناه النفسي فثمة أشخاص في الثلاثين من العمر ولكننا ‏ ‏نحسبهم في السبعين وآخرين في الستين من العمر ولكن من يراهم يظنهم في الأربعين فمرحلة الخمسين للرجل تعتبرها مرحلة العطاء والإنتاج .‏ فمن الخطأ أن يعتقد الشخص عند وصوله لسن الخمسين عاماً أنه يفقد عطاءه وأهميته في المجتمع ولم يعد قادراً على الإنتاج في الحياة العملية أو الإجتماعية ولكن العكس هو الصحيح فتعتبرها مرحلة ذهبية يتجدد في العطاء والإنتاج . وجاء أيضاً أن “عمر الإنسان هو ما يعتقده الإنسان عن نفسه وهو ما يحدد نظرته إلى‏ ‏الحياة ” مشيرا إلى أن الخمسين هي افضل مرحلة في عمر الإنسان من حيث “الخبرات ‏ ‏المتراكمة في الحياة الاجتماعية والعملية وهى ذروة الإنجاز في شتى مجالات الحياة”.‏ فمن الخطأ الجسيم أن يتقاعد الرجل في هذا ‏ ‏العمر ويجلس في بيته ما دام قادراً على العمل والعطاء وأن يقنع نفسه أن وصوله لهذا العمر بداية النشاط وذروة الإنتاج لإكتسابه الخبرة الكافية والدراية الكاملة في مختلف نواحي الحياة وإسقاط ما يعتقده البعض أن الحياة بعد الخمسين هي حياة ساكنة يكتنفها الوحدة والإنطواء والملل والإحباط والإكتئاب ، ويحتويها كثرة الأمراض وسوء الأحوال والعقد والمشاكل والإضطراب ونبذ كل ذلك من قاموس الأقوياء .‏ ‏  

 

 

 

فهناك الكثيرون ممن نعرفهم ويعرفهم الكثيرون إبتدأت حياتهم بعد سن الخمسين عاماً ، فمنهم من أصبح تاجراً معروفاً أو مسؤولاً كبيراً أو عالماً خبيراً ومعظم من تجاوزا الخمسين عاماً وقد تجدد نشاطهم وإرتفعت طاقاتهم وزادت إنتاجيتهم وعلت معنوياتهم  وفاقت رؤيتهم للحياة أعلى مراتبها وذلك لقوة إقتناعم بالحياة التي يملؤها الحب والأمل والعمل دون إعطاء أي إعتبار للعدد السنين المنقضية من العمر أو حتى المتبقية منه ودون الرضوخ لما يقال ويشاع عنها من وحدة وإكتئاب وإحباط أو ما قد يعتريها من أمراض نفسية وجسمية ، فتجدهم يتنافسون على تكوين العلاقات الإنسانية من أصحاب وأصداقاء وخلان وزملاء كون ذلك يعطي الثقة بالحب‏ والطمأنينة لدى الإنسان وتشعره بالتعاون والتفاعل بالمشاركة الحقيقية والتي تعتبر الدرب الصحيح والطويق القويم إلى صحة جيدة ونفسية متفائلة بمستقبل زاهر في ‏ ‏مشواره الحياتي .‏ فإلى كل من قارب أو تجاوز الخسمين من العمر إستبشر خيراً فأن حياتك قد بدأت وإنه الآن بإمكانك أن تجدد نشاطك وتكمل دربك لتصل إلى هدفك المرجو فلا تيأس أو تكتئب ما دمت تتنفس وتأكد بأنه لا يعجز أو يكلُّ أو يتعب من كان نفسه بالحياة طويل وأمله بتحقيق حلمه كبير فهو إذن بالحياة جدير دون أي أدنى إعتبار للسن مهما كبر .